شدّدت اللجنة العلمية للملتقى الخامس لجمعيات الزواج والأسرة في المملكة، الذي نظمته الجمعية الخيرية للزواج والرعاية الأسرية في بريدة العمل على تشكيل لجنة تنسيقية دائمة للملتقيات، والتأكيد على دخول جمعيات الزواج وتنمية الأسرة في شراكات استراتيجية مع الجهات المالية، والقطاع الأهلي، والشركات الكبرى، التي لديها بعد نظر في المشاريع التنموية للأسرة السعودية. وأوضح رئيس اللجنة التنظيمية للملتقى الدكتور محمد السيف أن الملتقى أوصى بتشكيل لجنة تنسيقية دائمة للملتقيات يتم الرفع بها لوزير الشؤون الاجتماعية لاعتماد تكليفها بالنظر في طلبات استضافة الملتقى، وتحديد موضوعات وشعارات المتلقيات، وعناصر الطرح فيها، إذ ترى اللجنة أن جمعيات ومراكز الزواج والأسرة ذات شمولية في رسالتها وتعدد واسع في برامجها، ما يدعو إلى ضرورة تحديد الاستراتيجيات، وترتيب الأولويات لها والتركيز على اختصاصها حتى لا يتشتت جهدها ومن ثمّ يضعف أداؤها، لافتاً إلى أن هذه الاستراتيجيات تعتمد على الجمع بين تقديم الدعم المالي والتأهيلي، وعدم الاقتصار على تقديم المساعدات المادية للمقبلين على الزواج. وأضاف أن التوصيات شملت أهمية العناية بالعمل المؤسسي لهذه الجمعيات من خلال الصياغة العلمية للأهداف والتطبيق العملي للوائح التنظيمية المالية والإدارية حسب حدود وإمكانات كل جمعية، وأهمية قيام علاقات تكامل وتعاون بين جمعيات الأسرة والجهات ذات العلاقة في سبيل تحقيق أهداف كل طرف بما من شأنه إنجاح مهمته، مؤكداً أهمية توحيد مسميات هذه الجمعيات. وذكر أن الملتقى شدّد على دخول جمعيات الزواج وتنمية الأسرة في المملكة في شراكات استراتيجية مع الجهات المالية، والقطاع الأهلي والشركات الكبرى، التي لديها بُعد نظر في المشاريع التنموية للأسرة السعودية على المدى البعيد، لتبني مشاريع أسرية تنموية ضخمة والاستفادة من القدرات المالية لهم، مشيراً إلى أهمية رصد وتحليل وتقويم عمليات وأنشطة وبرامج جمعيات الزواج والأُسرة، لتدعيم الإيجابيات، وتلافي السلبيات، وحث جمعيات الزواج والأسرة بتحسين الأداء المستمر وتطوير أداء العمل وتوظيف مواردها البشرية والمالية. إلى ذلك، علّق رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج والرعاية الأسرية في مكةالمكرمة عبدالعزيز الزهراني على بعض أوراق العمل والندوات التي قدمها باحثون ومهتمون في الشأن الأسري يقوله: « أقول للذين يعملون في أبراج عاجية ماذا أنشأوا من أعمال خيرية حتى يكون هناك وضوح في المسألة، وأدعوهم إلى ممارسة العمل الخيري، والدخول في سوقه العملي ومن ثم تظهر دراساتهم من خلال معايشتهم لهذا الجانب». وذكر الزهراني خلال المداخلات التي تمت في الجلسة السادسة لملتقى جمعيات الزواج والأسرة في المملكة ورأسها نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور زيد الحسين أنه يعمل في جمعيات خيرية منذ 20 عاماً وضع نظامها اثنان من أئمة الحرم وثلاثة من هيئة كبار العلماء وعدد من رجال الأعمال، إلا أنهم لم يسلموا من النقد. وكان عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم الدكتور بدر الدين كمال كشف خلال ورقته العلمية التي قدمها تحت عنوان «نحو رؤية لتنظيم العمل الفريقي المؤسسي في الجمعيات الخيرية» أنه عند إجراء الدراسات والبحوث التي تتعلق بدهاليز العمل داخل الجمعيات الخيرية تتم الاستعانة في العلاقات الشخصية للوصول إلى الجمعيات لاستيفاء البيانات منها، داعياً إلى وجود اتحاد إقليمي للجمعيات داخل كل منطقة يضمها جميعاً وينتخب له رئيس مجلس إدارة يمثل كل جمعية وإنشاء اتحاد نوعي للجمعيات المتشابهة اسماً وعملاً على مستوى المملكة، ومن ثم اتحاد عام يشملهم جميعا على مستوى المملكة. وأوضحت الأستاذ المساعد في جامعة الأميرة نورة الدكتورة هيفاء الشلهوب في ورقتها العلمية التي كانت بعنوان «متطلبات تطبيق إدارة الجودة الشاملة في جمعيات الأسرة» أنه لا بد من حراك وجهد متواصل على جميع المستويات لإحداث التغيير والوصول إلى مستويات لجمعيات الأسرة والزواج، مشيرةً إلى أنه ليس من السهل تقويم أداء جمعيات الزواج والأسرة، خصوصاً أن قياسها لا يعطي المعيار الصحيح أو الدقيق، لأن قيمة الناتج في المنظمات غير الربحية غير واضح. ورأى المهندس سعود المطرفي أن هناك مشكلة في تقويم أداء العاملين في الجمعيات الخيرية، كون المتطوعين فيها يشغلون نسبة كبيرة، مطالباً بوضع نظام أو ما سمّاه ميثاقاً قوياً لتقويم هؤلاء المتطوعين، إضافة إلى اقتران الجودة الشاملة لكي يكون أكثر تميزاً.