رداً على مقال الكاتبة مها الشهري المنشور في 24/4/ 2012 بعنوان:"نساء سعوديات... عاملات في المنازل". نعم من حق المرأة أن تعمل وتثبت ذاتها وتخدم مجتمعها وتفيده بعملها الذي تعلمته، ومن حقها أن تسهم في تطوره، ولكن مهما كان دور المرأة الذي تقوم به سواء بتسلم منصب في الإدارة أو السياسة أو التعليم، أو الاقتصاد فهذا لا يصغر من عمل المرأة التي تقوم بدور الأم والمربية لأطفالها والمعدة لأجيال المستقبل بالرعاية والتنشئة، وتثبيت الأخلاق الحميدة والسلوك القويم. الكاتبة مها الشهري طالبت بزيادة مشاركة النساء في سوق العمل، وقد أشارت إلى أنه على رغم إشراك المرأة السعودية بصورة كاملة في سوق العمل فإن نسبتهن لا تتعدى 15 في المئة، وهنا أتساءل: ما النسبة المقبولة التي يجب أن نصل إليها؟ وهل يجب رفع هذه النسبة لجعل النسبة الكبرى من النساء عاملات؟ وهل بإمكان كل امرأة التوفيق بين عملها كأم وعملها كموظفة؟ علينا التروي في تناول مثل هذه القضايا وعندما نطرح ونناقش مثل هذه القضايا علينا أن ندرسها جيداً وننظر إليها من الجوانب كافة، ولا يكون طرحنا متحيزاً لجانب ومهمشاً لجانب آخر، وعلينا أن نتيقن أن عمل المرأة في بيتها عملٌ سامٍ ومهم جداً ولا يختلف عليه اثنان، وأن عملها ومشاركتها في سوق العمال لا تكون على حساب بيتها وأولادها، وعندما تقع المرأة في مشكلة عدم التوفيق بين عملها في بيتها كأم ومربية وعملها خارج بيتها فالمنطق يقول أن تختار وتفضل وتعطي أولوية لعملها الأول والأسمى. لا أوافقك الرأي في قولك بأن المرأة حال كونها زوجة وأماً فهي تقوم بدور تقليدي و"مركز خدمات"! وأن ذلك يعوق"إسهامها في تحقيق ذاتها وتنمية مجتمعها، وأن هذه قيود لا تزال تعمل على وأدها وهي حية"! كل ما سبق لا أوافقك الرأي فيه، فأنت بذلك قللت من أهمية عملنا كأمهات سواء كنا عاملات أم غير عاملات. أتحدث إليك وأنا أم وزوجة وامرأة عاملة، وأنا فخورة بكوني أماً وزوجة أولاً، وثقي تماماً لو تكالبت علي الأعباء وكان الخيار أن أترك أياً من هذه المهن لاخترت أن أتخلى عن عملي كأستاذ مساعد في الجامعة، ولن أتردد في ذلك، لأن تقصيري أو حتى فشلي في عملي قد تأتي أخرى وتعوض هذا التقصير، ولكن فشلي كأم وعدم قدرتي على الإسهام في صنع أبناء صالحين لمجتمعهم أينما كانوا وحلّوا فهذا لا يعوضوه أي شخص في الدنيا. وأقول لك يا أخت مها: على رسلك، وكوني رحيمة بأمهاتنا وبنا كأمهات، ولا تقللي من شأننا وعملنا العظيم. أعيدها مرة أخرى: على رسلك ورفقاً بنا وبمهنتنا الأولى والأسمى. خولة تحسين صبحا أستاذ مساعد - جامعة الملك سعود كلية التربية - قسم التربية ورياض الأطفال [email protected]