كانت مهام الخادمة فيما مضى تقتصر على مساعدة ربة البيت في أداء مهامها الصعبة في المنزل.. وحتى لا تقف هذه الأعمال أمام تلبية طلبات أبنائها ورعاية زوجها أصبحت ضرورية للجلوس مع الأبناء عند غياب الأمهات في العمل فقط.لكن سرعان ما تطور الأمر لتصبح الخادمة من الأساسيات في المنزل.. بل أصبحت بعض النساء والفتيات يشترطن وجود خادمة في المنزل.. وأصبحت معظم البيوت لا تكتفي بخادمة واحدة.. فهذه لأعمال التنظيف وتلك للطبخ وأخرى لكي الملابس.. ورابعة لتقديم واجبات الضيافة وهذا ما جعل الأسر الخليجية بشكل عام لا تستغني عن الخادمة.. وبالتالي صار لهذه المهنة سوقها ومتاعبها وغير ذلك من تفاصيل وهموم.نحن للأسف لا نحسن استقدام الخادمات.. ولا نعرف الدور الحقيقي للخادمة.. وعندما نستقدم خادمة نستقدم حزمة الحلول الشاملة.. خادمة وطباخة ومربية ومنظفة وتجيد الأعمال المنزلية والتدبير المنزلي وبودي غارد للبنات.. نحن نستقدم خادمة.. لكننا نريدها متعددة الأغراض.. ولا نحسن طريقة الدور المنوط بها.وهنا تحدث المشاكل.. فتعدد المهام وتداخلها يؤدي بالضرورة إلى حدوث مشاكل.لكن أمام هذا التطور المتسارع فإن السؤال الذي يطرح نفسه: هل تعد الخادمة حاجة أم نوعا من التباهي والترف..؟ ولماذا أصبحت هي الشغل الشاغل للبيوت القطرية والخليجية؟ وهل الحرص على وجودها تلبية لرغبة كامنة في نفس المرأة.. أم قناعا لكسل الزوجة وتقاعسها عن أداء مهامها..؟ والسؤال الأهم هنا هل هنالك صلة ما بين انتشار الخادمات وخروج المرأة للعمل؟. بالطبع تتعدد الإجابات على هذه التساؤلات حسب الرغبات الكامنة في نفس كل امرأة تجلب خادمة لها لكن لا ننكر أن بعض النساء تحكم عليهن ظروفهن الخاصة بالحاجة الماسة إلى خادمة تمد يد العون لهن والمساعدة على تيسير أمورهن مثل أن تكون المرأة تمر بظروف معيشية كأن تكون متقاعدة أو مريضة مرضاً مزمنا أو امرأة عاملة ولا توجد روضة بالعمل تضم أبناءها.. أو أنها مصابة بإعاقة ما أو لديها طفل معوق.. فهنا لا ضير من استقدام خادمة.. ووجودها يصبح ضرورة.. ولا ضير أيضا إذا كان وجود الخادمة تعينها وتساعدها في أمور وشؤون المنزل ولكن هنا يجب ألا يكون الاعتماد عليها اعتماداً كليا خاصة بالنسبة لتربية الأبناء.. وكذلك لا يعتمد عليها اعتماداً كلياً في كل شيء بل تكون مساعدة فقط.. بمعنى أن الخادمة مساعدة في المنزل وليست مديرة المنزل.. وأن تكون كل أعمالها بإرادة وإشراف ربة المنزل.. وأن تحدد لها ربة المنزل أعمالا يومية تقوم بها بعيداً عن جو الأسرة العائلي وأن تمنعها من الاختلاط أو التحدث مع الزوج أو الأبناء الذكور خاصة المراهقين والشباب.. وأن تكون الأم أو الزوجة هي من تطلب من الخادمة القيام بالأعمال التي تخص الأبناء أو الزوج.. وألا تقوم الخادمة بعمل أي خدمة للزوج.. إذ أنها مسؤولية الزوجة وهي من يجب عليها خدمة زوجها وتلبية طلباته.. أي أن العلاقة يجب أن تكون تكاملية بين ربة المنزل والخادمة. الكل يجب أن يعرف دوره ولا يتعداه فلا يعقل أن تترك ربة المنزل كل شيء للخادمة.. وتتنازل عن دورها تجاه الزوج والأبناء.. ثم تعود وتشتكي من تدخل الخادمة في شؤون البيت أو انجذاب الزوج لها.. كما يجب معاملة الخادمة معاملة حسنة واحترامها والعطف عليها.