يقدم كتاب"عبدالمجيد علي شبكشي"، الذي أعده الكاتب والإعلامي محمد المنقري، سيرة شخصية لأحد الرموز الاجتماعية والأدبية، هو الراحل عبدالمجيد شبكشي، الذي على رغم رحيله منذ سنوات طويلة، فإن ذكراه باقية في أذهان الكثيرين من أبناء جيله وتلامذته، الذين عملوا معه في صحيفة"البلاد"، واطلعوا على أدبه وعطائه الصحافي عبر سلسلة كتابته ومقالاته، والمشاريع الثقافية التي دعا إليها وسعى لإنجاحها خلال مسيرته في مجال الأمن والأدب والصحافة. وحاول المنقري رصد مساراته من خلال ما توفر له من مصادر موثقة، ومنشورة ومحفوظة،"حافظت عليها أسرته في مكتبته العامرة، والتي يشعر الزائر لها أنه غادرها منذ أيام فقط". قدم للكتاب ابنا الراحل أسامة وفوزي عبدالمجيد شبكشي، وتحدثا عن دور الأب والأديب ورجل الأمن، ذاكرين العديد من صفاته الشخصية وعلاقاته بمن حوله. وتناول الكتاب سيرة حياة شبكشي، الذي ولد يتيماً ورعته والدته مع أخيه الأكبر، متطرقاً إلى مراحل التعليم الأولى وبداياته في النشر، إذ كان يراسل صحيفة"صوت الحجاز"و"الرائد"والعديد من صحف الأفراد حينذاك. كما تناول الأعمال التي تولاها في بداياته، حتى عمله في الشرطة والأمن العام وإدارته للجوازات والجنسية وإدارته لشرطة جدة، إلى جانب عمله في الصحافة والأدب، وعضويته للعديد من المؤسسات الثقافية والعلمية والخيرية حتى وفاته عام 1411ه. بدأت علاقته بالصحافة بعد أن أجرى حديثاً مع الأمير عبدالله الفيصل، رحمه الله، وبعث به إلى صحيفة"صوت الحجاز"التي نشرته وتناقلته بعض الصحف العربية والأجنبية، فكانت هذه أول صلة له بالصحافة المطبوعة، بعد أن كان قد أصدر مجلة خطية بعنوان"تحفتي"، وقد شارك فيها مجموعة من كبار الأدباء مثل محمد حسن عواد، وحمد الجاسر، محمود عارف، أحمد عبدالغفور عطار، إذ كانت تعرض على الراحل حمزة شحاته لتقويم أسلوبها. والتحق شبكشي بصحيفة"البلاد"وتولى رئاسة تحريرها في مرحلة شهدت الكثير من التحولات السياسية في العالم العربي. وكانت الصحافة السعودية وقتها على قدر كبير من المسئولية والوعي. ووصف الراحل مرحلة عمله هذه قائلاً:"إن عملي السابق بالشرطة قد يلتقي مع الصحافة في الجانب التوجيهي والإرشادي". وكتب معه في"البلاد"أسماء سعودية بارزة من كبار الأدباء أمثال: عبدالقدوس الأنصاري، حسين سرحان، محمد نصيف، طاهر زمخشري، محمد علي السنوسي، وكان قد أفرد زاوية في الصفحة الأخيرة ليكتب فيها أمثال عبدالله الدباغ، حمزة بوقري، محمد حسن فقي، محمد إبراهيم مسعود. أما في الصفحة الأولى فقد كتب فيها عزيز ضياء وعبدالله مناع. وتطرق الكتاب إلى دور شبكشي ومبادراته الوطنية، ولا سيما تأسيس جامعة جدة الأهلية التي تحولت في ما بعد إلى جامعة الملك عبدالعزيز. كما قد دفع بإنشاء شركة توزيع الصحف الموحدة، وكان مشاركاً في العديد من المحافل الدولية والثقافية والملتقيات الإعلامية العربية. ولفت الكتاب إلى الملامح الأدبية في شخصه، وكونه أحد دعاة إنشاء المجمع اللغوي، وتأسيس مكتبة عامة في جدة، وكان ممن أشاروا في العديد من المقالات إلى أهمية أحياء"سوق عكاظ"، كما كان يكتب عن أهمية الاهتمام والدعم للمجلات العلمية المتخصصة على خلفية ما تعرضت له مجلة"العرب"التي يملكها حمد الجاسر. وكان الراحل ممن تبنوا الدعوة إلى قيام وزارة مستقلة للثقافة والشباب، وقد كان له دور في العمل الإذاعي بعد تقاعده، إذ قدم في إذاعة جدة برنامج"عالم الأدب"، وبرنامج"مجلة المستمع"قدمت حلقات عدة عن المشهد الثقافي المحلي وعن الإعلام. خصص الكتاب جزءاً لمن كتبوا عن الراحل، ومنهم الأمراء: عبدالله الفيصل، ماجد بن عبدالعزيز، فيصل بن فهد، وبدر بين عبدالمحسن. والعديد من الشخصيات العامة ومنهم عبدالعزيز الخويطر، حسين قزاز، علي حافظ، محمد حسن فقي ومحمود عارف. وضم الجزء الأخير من الكتاب العديد من الحوارات التي أجريت معه، إضافة إلى العديد من المقالات التي كتبها والتي تنوعت في مجالات كثيرة: أدبية وثقافية وأمنية ودينية، وتخصيص بعض الصفحات لأقواله المؤثرة. واختتم الكتاب بسير شخصية لأبنائه، كما أن الكتاب موثق بالعديد من الصور التي تناولت مسيرة الراحل وحياته الحافلة.