بيروت - رويترز - يقول الصحافي الفرنسي برنار بوليه، في كتابه الذي ترجمه إلى العربية خالد طه الخالد، إن عوامل عديدة تشكل خطراً على استمرار الصحف، وإن كان الأمر في فرنسا أقل مما هو حاصل في الولاياتالمتحدة. يحمل الكتاب عنوان «نهاية الصحف ومستقبل الإعلام» (صادر عن وزارة التعليم العالي-الملحقية الثقافية السعودية في فرنسا)، ويلخص الكاتب فيه العوامل الخطرة كالآتي: تزايد سلطة الإنترنت، انخفاض الميزانيات الإعلانية للصحف التقليدية إذ تتجه نحو الإعلام الالكتروني، عدم اهتمام جمهور الشباب بالمطبوع، تغير أنماط التفكير والقراءة لدى مجتمع المعرفة، وانتصار ثقافة مجانية المعلومات. وبوليه صحافي يرأس تحرير صحيفة «ليكسبانسيون» المتخصصة في الاقتصاد، أما الخالد، فهو أكاديمي في علوم الاتصال والإعلام في جامعة السوربون الباريسية. ويورد بوليه في مقدمة الكتاب: «إذا كان موضوع «نهاية الصحف» والتساؤلات حول استمرار الصحافة الإخبارية، يشكل قضية نقاش عام في الولاياتالمتحدة منذ سنوات، فإننا في فرنسا مازلنا نفضل الحديث عن عملية «إصلاح» أو «مرحلة انتقالية» أو «تكيّف»، ولم نناقش حتى اللحظة إمكان اختفاء جوهر الصحف الورقية والمنعطف الذي تمر به عملية الإنتاج الإعلامي». ويعتبر أنه «عندما تقوم ثورة، يجب إعادة التفكير في كل شيء، فنمط صناعة الإعلام، كما عرفناه منذ قرنين، بلغ نقطة تحول، ولن يعود إلى ما كان عليه. لم يعد الأمر يتعلق بالإصلاح من أجل المواصلة، بل تلزمه إعادة اختراع، وإذا تبدل المشهد العام، حيث تتواجه الآراء في ضوء الأحداث المذكورة في أوضح شكل ممكن، فهنا ستبرز قوة الديموقراطية نفسها، والتي تحتاج إلى إعادة تعريف... لا نقول إن كل الصحف ستغلق أبوابها صباح الغد، لكننا نقول إننا دخلنا في مرحلة تشوش». ويشرح التشوش هذا بأنه «فترة التجارب، لا فترة الأوهام، فحتى الحلم بانتقال سلمي من الورق إلى الإنترنت يجب أن يناقش، إذ عندما نتبيّن محدودية المردود للمواقع الإخبارية على النت، حسبما يؤكد مراقب ثاقب، فإننا نؤكد بدورنا أن هذا المردود لن يتوافر على الأرجح إلا بعد فترة طويلة». ويرى بوليه أن «الفترات الانتقالية، حتى الثورية منها، تطول أحياناً، ونعلم أنه من الصعب القبول بأن ينتهي عالم ما، وأن نستسلم لفكرة اختفاء ما عرفنا حياتنا من خلاله، فتكرار مقولة أن عالماً من دون صحف لا يمكن تخيله، لا يعفي من تقدير حجم المشكلة».