جعل الله النساء عواني في بيوت الرجال، وجعل الله القوامة للرجل على المرأة، لكنه حددها بما فضل الله جنس الذكر على الأنثى، وكذلك بما أنفق الرجال من أموالهم على من تحت أيديهم من النساء، قال تعالى الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ. لكن الآية انعكست والصورة انقلبت، فقد بات كثير من الذكور - ولا أقول الرجال، لأن الرجولة معنى عظيم غير الذكورية - أقول لقد بات كثير من الرجال يعيشون عالة على نسائهم من بنات وزوجات، حتى باتت المرأة تدير شؤون منزلها وعائلتها! والرجل فقد كل معاني الرجولة غير أن يكون منجب ذرية! لقد وصل الأمر أن يعتدي أشباه الرجال هؤلاء على المرأة المسكينة، فتسلطوا عليها، وأخذوا ثمن تعبها وجهدها وعرقها، فمنهم من يمنعهن من شراء الكماليات من رواتبهن اللاتي يكدحن للحصول عليها، بل وبعض من تأخر عنها الإنجاب يمنعها زوجها، المسيطر على الراتب، من العلاج، ويشح في دفع التكاليف. امرأة تقول حرفياً: "أنا امرأة متزوجة، أعمل في مجال التدريس، وزوجي لا يسمح لي بالتصرف في راتبي، بل يأخذ منه الشيء الكثير، وقد يقترض ولا يرد القرض، وأنا لست راضية بهذا، ولا يسمح لي بأن أعطي والدي ووالدتي، ولا يسمح لي بشراء الملابس، وهو الذي يختار ما ألبسه...!". وأخرى: تعمل بالتدريس من 15 عاماً، ولا تزال الصرافة بيد زوجها...! وحين تريد شراء حاجاتها تستجديه وتطلبه ليتصدق عليها من راتبها وثمن كدحها...! بل وصل الأمر أن يتصدق ويهدي من مالها...! وأخرى: تعمل 12 عاماً ولا تدري كم راتبها! يا أشباه الرجال اتقوا الله في ما تحت أيديكم من النساء، ولا تأخذوا من أموالهن شيئاً إلا بإذنهن، فإن أذنت الزوجة لزوجها وأعطته من مالها فهو له حلال! أما أخذ مال الزوجة من دون إذنها فهو حرام ولا يجوز. ختاماً: على الرجل أن ينزه نفسه عن منة المرأة وغير المرأة. الجبيل الصناعية [email protected]