تسببت الأمطار التي هطلت على عدد من محافظات منطقة مكةالمكرمة أول من أمس، في غياب شبه تام لطلاب وطالبات المدارس والجامعات في جدة أمس، فيما لا تزال فرق الدفاع المدني مستمرة في عمليات البحث عن الطفل المفقود في محافظة الكامل بعد أن توقف البحث عنه مساء أول من أمس، لتواصل مجدداً البحث عنه صباح أمس، فيما احتجزت سيول محافظة الطائف السيارات التي تواجدت في الأودية وانتشلت فرق الدفاع المدني ثمانية أشخاص في حوادث متفرقة. وأوضح المتحدث الإعلامي المكلف للدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة الرائد عبدالرحمن الغامدي استمرار عملية البحث عن الطفل المفقود في وادي الكامل، بمشاركة عدد من الفرق الأرضية وطيران الأمن. وقال الرائد العمري: إنه لم تسجل أي بلاغات في الساعات الماضية. كما أكد المتحدث الإعلامي بإدارة الدفاع المدني بمحافظة الطائف العقيد خالد بن عبدالله القحطاني أنه نتج من الأمطار التي هطلت على مركزي المحاني وأم الدوم شمال وشمال شرقي المحافظة مساء أمس سيولاً منقولة سالت على إثرها أودية أم الدوم والمحاني. وبين أن بلاغات عدة وردت عن احتجاز سيارات وأشخاص بأودية عدة، وباشرت على إثرها فرق الدفاع المدني الموقع وانتشلت ثمانية أشخاص في حوادث متفرقة، فيما تضرر عدد من الطرق بالمحاني وتم التنسيق مع جهة الاختصاص لفتحها ومعالجتها في حينه. محذراً من التوجه إلى مهابط الأودية ومسايلها كون الدفاع المدني تباشر حوادث عدة لأشخاص متنزهين في تلك الأودية. وشهدت مدارس جدة أمس ارتفاع نسبة غياب الطلاب في معظم المدارس بسبب تخوف البعض من هطول الأمطار، حسب تحذيرات الأرصاد أخيراً، وتذمر عدد من أولياء أمور الطلاب من عدم اتخاذ قرارات فورية وصارمة بتعليق الدراسة من جانب إدارة التربية والتعليم عند هطول الأمطار حفاظاً على سلامة أبنائهم، الأمر الذي جعلهم يتخذون قرار التعليق من دون انتظار قرار التعليق الصادر من إدارة المدرسة أو الجهات المختصة. وفي جولة قامت بها"الحياة"على عدد من المدارس تبين ارتفاع نسبة غياب على غير العادة، وأكد مدير إحدى المدارس سالم محمد أن المدرسة بدت خالية صباح أمس من الطلاب، ولم يحضر منهم سوى نزر يسير، وقال:"تواصلنا على الفور مع أهالي الطلاب لأخذهم من المدرسة". مشيراً إلى أن إدارة المدرسة تلتمس للطلاب عذر الغياب، فالأمطار كانت مخيفة لأولياء الأمور، واتخاذ قرار الغياب كان صحيحاً. من جهته، أوضح نائب مدير التربية والتعليم بمحافظة جدة أحمد الزهراني أن"قرار التعليق لن تتخذه إدارة تعليم جدة بمفردها، إنما هناك لجنة مشكلة من الأرصاد وحماية البيئة والدفاع المدني تتخذ قرار التعليق من عدمه، لذلك لم تعلق الدراسة أمس ولا حتى يوم غد". مفيداً بأنه لو صدر قرار التعليق فسينشر على الفور عن طريق وسائل الإعلام. ولفت إلى أن إدارة التربية والتعليم لديها مندوبان، أحدهما في الدفاع المدني وآخر في الأرصاد، يقومان بنقل الحدث أولاً بأول، والربط بين هذه الجهات لاتخاذ ما تراه مناسباً من قرارات. وكشف عن لجنة تسمى"الأمن والسلامة"وهذه تعنى بالكوارث الطبيعية كالسيول والحرائق، وقال:"تقوم هذه اللجنة بجولات على المدارس لتقديم الدورات التربوية في التعامل مع هذه الكوارث، إضافة إلى فحص المدارس وتقديم ما تحتاجه من الصيانة"، منوهاً بأن المدارس أجرت عمليات إخلاء افتراضية لطلابها، تحسباً واستعداداً لأي طارئ أو مكروه. بدوره، نفى المتحدث الرسمي بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور شارع البقمي في حديثه إلى"الحياة"حدوث أضرار مادية على الجامعة ومبانيها نتيجة هطول الأمطار، مبيناً أن كمية الأمطار التي هطلت متوسطة، ولم تجر على إثرها السيول. وأوضح البقمي أن الجامعة عملت على تهيئة المباني الدراسية و المنشآت منذ حوالى سنتين لتصريف الأمطار وأسقف المباني بمعالجة جريان المياه وعدم تجمعها داخل المباني والساحات. وأشار إلى أن الدراسة كانت تسير بشكل طبيعي ولم يتأثر الطلاب والطالبات من وصولهم إلى المباني، مستثنياً بعض الأماكن الهابطة داخل الحرم الجامعي والشوارع القريبة منها، فقد تجمعت فيها المياه و تضررت بشكل بسيط، وتمت معالجتها من طريق الصيانة والتشغيل، ومركز الطوارئ في الجامعة. وأضاف:"آثار المطر وتواجد المياه واضح على غالبية معالم مدينة جدة وهذا طبيعي، ومياه الأمطار التي تجمعت داخل الجامعة هي نتيجة لإغلاق حفرة التصريف التي اعترتها بعض النفايات أو القطع الكبيرة من مواد البناء ومنعت تصريف المياه، وأما المواقف المكشوفة فتوجد فيها نسبة مياه ويتم العمل على شفطها وتصريفها".