كعادتها"جامعة الدول العربية تأتي متأخرة، وغير مجدية على الإطلاق! ومع ذلك يتراءى للبعض أن لديها رغبة جادة في الصمود والتحدي لملازمة دول تستظل برأسها المخفي في التراب. فهي تحاول جاهدة اصطناع الظهور في ظل ربيع عربي لم تعتد عليه، لأنها تعلم يقيناً أنه سينهي جملة من رموز وثنية سابقة أثمرت بل أنشزت - إن صح التعبير - ثقافة قطيعية جعلت من هذه الجامعة ملاذاً من وهم. وما زالت واثقة من قدراتها في التغبير وليس التغيير، كما جاء على لسان رئيس بعثة مراقبيها إلى سورية"إن هدف البعثة ليس حل المشكلة كما يتوقع البعض بقدر ما تهدف إلى تهدئة الأوضاع للوصول لحلها"! من يطلع على هكذا تصريح يشعر في اللاوعي أن هذه الجامعة لديها بالفعل قدرات تفوق التصورات في إيجاد حلول للمشكلات خلال مسيرتها المباركة وفي الوقت ذاته إشعار بأنها لن تقدم حلولاً هذه المرة ولكنها ستكتفي ببروتوكول تهدئة. مستوى باهر من الثقة لم تصل إليه المنظمات والهيئات الدولية بعد. لكن طالما أنها تدرك محدودية دورها من خلال"أكذوبة"التهدئة فلِمَ جاء التدخل متأخراً؟! أو أنه تدخل لأجل التدخل، مع الأسف فهذا هو نمطها القديم، وتدخلها"الباكر"في العراق آنذاك ليس ببعيد، وإلا فماذا يعني أن توقع بروتوكولاً مع النظام السوري لأجل التهدئة يخلفه حصيلة من القتلى تزيد على 200 قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. إن دل ذلك على شيء فإنه يدل على سفور الصورة الحقيقية لهذه الجامعة، فما كنا لا نراه بالأمس أو نتغاضى عنه بدافع أو بآخر"أصبح اليوم جلياً، فالربيع العربي عكس الصورة بألوان أكسبتها وضوحاً من بعد لونها الأحادي، وكما كسا دولاً مستظلة بالجامعة فمن باب أولى أن يزهر في الجامعة أيضاً! فدعي الثورة لخالقها وارحلي. هند عبدالرحمن - الرياض [email protected]