تعود إلينا الذكرى الجميلة المعطرة بعبق المجد والجهد والجد، ذكرى توحيد هذا الكيان الكبير الذي يجسد اليوم 23 من أيلول سبتمبر من كل عام مرحلة فاصلة في تاريخ الكيان والشعب السعودي، شكلت في مضمونها وحدة وطنية، رسم ملامحها ووضع أسسها الملك العظيم عبدالعزيز ? رحمه الله - إنها قصة حياة وجهاد وانتصار، قصة كفاح أسطورية ومعجزة نادرة الحدوث قادها الملك المحنك عبدالعزيز، ولقد تعرضت بلاد الحرمين لمخاطر كبيرة طوال السنوات الماضية، بدءاً من حروب الخليج، ومروراً بالإرهاب الذي روع الآمنين وقتل المعصومين وانتهاءً بالربيع العربي، وكان من كرم القدر أن هيأ الكيان الملك عبدالله، هذا القائد الحصيف والزعيم البطل الذي واجه الإرهاب بشجاعة ورد كيده وبدد ظلامه، فهزم المتربصين وتصدى للمغرضين الذين يحلمون بتمزيق الوطن، فالملك عبدالله هو صمام الأمان وهو واحد من القيادات التاريخية المميزة، وهو أحد الزعماء المعاصرين المؤثرين في صناعة التاريخ العربي الأممي المعاصر، ففي عصره المجيد حدثت تحولات عظيمة، لعل أبرزها حوار الأديان وتعزيز فرص السلام لتختفي الحروب وتحل التنمية بديلاً عنها وبرنامجه"الابتعاث الخارجي"، وإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم التقنية. فلا عجب ولا غرابة أن اختارته مجلة فوربس الأميركية ضمن أهم 67 شخصية في العالم، فإن هذا يعتبر أقل تكريم لصانع تاريخ، فهذه القيادات التاريخية التي نادراً ما تأتي في حياة الأمم والشعوب، فتختصر المسافات الزمنية التي تقود الإصلاح وتحارب الفساد وتقطع الطريق على المزايدين والخائنين الذين لا تزال الأيام تكشف لنا عن نيات هؤلاء الذين يركبون مد الإرهاب بدفاعهم عن رموز الإرهاب ويذرفون من أجلهم الدمع الهتون لبقائهم بالسجون، والكارثة أنهم يتحدثون باسم الإسلام وهم يقيمون في بلاد على غير الإسلام، فمثلي لا يفهم كيف تحولت العاصمة البريطانية لندن إلى سنتر إسلامي، تنطلق منها المؤتمرات والمؤامرات على بلاد الحرمين مهبط الوحي، هؤلاء الذين لا يعرفون لوطن حرمة، أو لفكر طهارة، أو لكلمة شرفاً. فما بالهم لا يكشفون لنا عن مصادر تمول أجندهم وقنواتهم، أم أن الغاية تبرر الوسيلة! أقسم لكم أنني أكاد أنفجر حزناً وكمداً على الإسلام والمسلمين، وأنني أفزع لما يجري للدين على أمثالكم، والذي يجب أن يعلمه هؤلاء المزايدون أن الإسلام كان رصيداً إيجابياً في حركة تأسيس الوطن على يد الملك عبدالعزيز آل سعود. فهذا هو الفهم الصحيح للأديان الذي يبني الأوطان، وظل الرسول العظيم"صلى الله عليه وسلم"يردد وهو يناجي مكة"إنها أحب البلاد إليه ولو أن قومه أخرجوه منها ما خرج"، وهكذا يكون الوطن أحب البلاد ولو أساء أهله. سنعلي الراية الكبرى وفاءً ونسمع لحن عزتنا صهيلا بلاد إن سألت الدهر عنها أجابك: ما رأيت لها مثلا فعبد الله أجرى الحب نهراً وأسقانا المحبة سلسبيلا * كاتب سعودي. [email protected]