طالبت دول الخليج العربي بوقف فوري لأعمال العنف في سورية، ووضع حد لإراقة الدماء، واللجوء إلى الحكمة، وإجراء الإصلاحات الضرورية. جاء ذلك في بيان صحافي صدر عن الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس، أبدت فيه"قلقها البالغ وأسفها الشديد لتدهور الأوضاع في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتزايد أعمال العنف، والاستخدام المفرط للقوة"ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من أبناء الشعب السوري الشقيق". وأعربت عن"أسفها وحزنها لاستمرار نزيف الدم في سورية، وأكدت حرصها على أمن واستقرار ووحدة سورية، ودعت إلى الوقف الفوري لأعمال العنف وأي مظاهر مسلحة، ووضع حد لإراقة الدماء واللجوء إلى الحكمة، وإجراء الإصلاحات الجادة والضرورية، بما يكفل حقوق الشعب السوري الشقيق، ويصون كرامته، ويحقق تطلعاته". ويرى عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور صدقة فاضل"أن استنكار دول مجلس التعاون هو بداية رد الفعل العربي، وهي كلمة حق وعدل، تخاطب ضمير النظام السوري ليوقف هذه المجازر، ويحل الإشكالات بينه وبين الشعب عبر الطرق السلمية". ويتوقع الدكتور صدقة أنه من الممكن أن تُصعد دول الخليج من لهجتها تجاه النظام السوري، مع التصعيد العالمي والإسلامي والعربي ضد النظام، الذي يستخدم الإرهاب الدولي ضد شعبه، ويضيف:"أعتقد أن هذا يجبر النظام، الذي يمثل فئة محدودة من الشعب السوري اغتصبت السلطة، وتريد أن تحكم البلاد كما تشاء - وكأن سورية هي مزرعة ورثوها عن آبائهم وهذا مفهوم مرفوض وخاطئ- على التوقف عن الاستمرار في هذا الخط". ويؤكد الدكتور صدقة أن واقع ما يجري في سورية هو أمر مؤسف، وهي جريمة كبرى يرتكبها النظام السوري الإرهابي المستبد، ضد الشعب السوري الأعزل، وبخاصة أن الجيش السوري الذي يتبع النظام السوري، هو في الواقع عبارة عن تشكيل لفئة محدودة ومعروفة من الجيش السوري، انقلب عمله بدل أن يحمي الشعب السوري والبلاد، أصبح يُجند لضرب الشعب السوري، ويضيف"ولأول مرة نرى جيشاً كاملاً يهاجم المدنيين العزل، ويقتل منهم من يقتل، وهذه عملية قمع إرهابي لا يمكن السكوت عنه"، ويزيد أن"الدول العربية بصفة عامة ودول الخليج بصفة خاصة، صبرت على النظام لعله يرتدع أو يعود إلى رشده، ويحاول أن يحل الخلاف بينه وبين غالبية الشعب السوري عبر الحوار والتفاهم والطرق السلمية، ولكن يبدو أن النظام قرر أن يواصل قمعه وتنكيله بالشعب عبر الجيش". فيما يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود إبراهيم النحاس، أنه لا يتوقع أنه من المناسب الحديث عن تأخر وقت إعلان هذا الموقف بقدر الحديث عن هذا الموقف الشجاع من دول الخليج، والتأكيد على الإصلاحات التي يقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد، ويضيف:"ان الدول العربية والرائدة كالمملكة ومصر اتخذت موقفاً موحداً من موضوع سورية، لذا من المفترض أن تقوم جامعة الدول العربية باتخاذ هذا الموقف بشكل موحد كما حصل في ليبيا".