أصدرت الأمانة العامة لدول مجلس التعاون بياناً حول الأوضاع المتردية في سوريا والدماء التي تسفك واستخدام القوة العسكرية المفرط في مواجهة مدنيين عُزل. وكان البيان الخليجي متوازناً ويحثّ على التزام الحكمة وإدارة الأمور بالعقل ووقف سفك الدماء، والامتناع عن الاستخدام المفرط للقوة. وأعربت دول المجلس عن حزنها وأسفها لاستمرار نزيف الدم في سوريا. وبيان مجلس التعاون جاء في وقته المناسب، وفي محله، إذ إن السوريين يستغيثون وسط تزايد أعداد القتلى ودمار المدن المستباحة المحاصرة. وكان من الضروري أن يبيّن العرب وجهات نظرهم لأن صمتهم يعطي رسالة خاطئة للنظام السوري للإمعان في استخدام القوة المفرطة واستباحة المدن وقتل الناس. وفي وقت حسمت الحكومة اللبنانية أمرها وتحالفت مع النظام السوري، أحجمت البلدان العربية عن التحدّث عما يدور في سوريا. وجاءت نتائج هذا الصمت معكوسة، إذ تصاعد الإفراط في استخدام القوة وارتفعت أرقام أعداد الضحايا. لهذا وجدت دول مجلس التعاون نفسها ملزمة بأن توضح موقفها تبرئة للنفس أمام الأمة العربية من أي نوع من الرضا عن دماء الأبرياء التي تُسفك. وقد دعت دول المجلس إلى وقف فوري لإراقة الدماء وتنفيذ الإصلاحات على الأرض بما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق. وهذا يدلُّ على أن الخليج شعوباً وحكومات يعيش الهموم العربية ويتفاعل مع الأشقاء العرب ويتألم للدماء العربية التي تسيل بأيدٍ عربية شقيقة، ويحزن للآلام التي تنشر في بلاد الشام أو اليمن أو ليبيا أو أي بقعة من العالم العربي؛ لأن الخليج العربي يعيش العروبة بأنقى صورها، وأصدق التزاماتها، ولم يجعلها شعار تخدير أو غطاءً لتمرير مشروعات مشبوهة معادية للأمة العربية. وارض الشام، أرض الخيرات، والتاريخ، والرجال الذين لا ينامون على ضيم، تستحق من دول الخليج كلمة ووقفة في أيام شدة وأزمة؛ لأن الخليج يسوؤه أن تتحوّل أرض الشام إلى وحول تغرق بالدماء وأن تتحوّل المدن الزاهرة إلى مدن خوف ودموع وأحزان.. لهذا يأمل الخليجيون بحلٍّ حكيم ينبع من الأرض السورية من العقل السوري الحكيم يصون الدماء ويحمي كرامة السوريين واستقلال بلادهم واستقرارها. وأبدت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قلقها البالغ وأسفها الشديد لتدهور الأوضاع في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتزايد أعمال العنف، والاستخدام المفرط للقوة، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من أبناء الشعب السوري الشقيق. وأعربت في بيان صحفي صدر عن الأمانة العامة امس عن أسفها وحزنها لاستمرار نزيف الدم في سوريا، وأكدت حرصها على أمن واستقرار ووحدة سوريا، ودعت إلى الوقف الفوري لأعمال العنف وأي مظاهر مسلحة، ووضع حدٍّ لإراقة الدماء واللجوء إلى الحكمة، وإجراء الإصلاحات الجادة والضرورية، بما يكفل حقوق الشعب السوري الشقيق ويصون كرامته، ويحقق تطلعاته.