نتمتع ولله الحمد والمنة في هذا الوطن الغالي برغد العيش وتوفر فرص العمل، وهو الأمر الذي أغرى الملايين من الجنسيات الأخرى بالقدوم إلينا، فأخذوا يتوافدون حرصاً منهم على الحصول على لقمة العيش. وكان للأمن دور مهم في تشجيع هذه العمالة الوافدة على القدوم إلى بلدنا، وهذه من نعم الله علينا أن سخرهم الله للإسهام في تنمية هذه البلاد ليكونوا من ضمن أركان نهضتها الشاملة في جميع المجالات. لا يخلو الأمر من منغصات، أعني ما يتعلق بهؤلاء العمال، ومن ضمن ما يقلقني هو أنه في استطاعة أي مقيم على ثرى هذه البلاد الطيبة امتلاك سيارة وبأرخص الأثمان، والأدهى أنه يتعلم أصول القيادة في شوارعنا وأحيائنا، في الوقت الذي لا يحلم في بلده بامتلاك دراجة نارية، بل وربما هوائية، سواء من ناحية الكلفة أو صرامة الأنظمة القاضية بضرورة إجادة القيادة قبل كل شيء. ترى لماذا يسمح للعمال الوافدة بالقيادة وتهديد أرواح الآخرين وممتلكاتهم ومضايقتهم، والتسبب في الحوادث المرورية؟ لماذا أيضاً يسمح لهم بامتلاك السيارات ذات الموديلات القديمة، خصوصاً أن أقل أضرارها كثرة أعطالها المفاجئة في الطرق، وبالتالي التسبب في تكدس واختناق الحركة المرورية؟ أتمنى من المسؤولين في الإدارة العامة للمرور ضبط النظام من هذه الناحية، بل والتشدد فيه، وعدم السماح للوافد بقيادة السيارات وتعلمها، عن طريق منع إصدار رخص القيادة لهم، وإن كان ولا بد، فليقتصر الأمر على فئات معينة تمارس مهناً محددة، مع ضرورة اشتراط موديلات حديثة للسيارات المباعة لهم، فقد عانينا الأمرين من هذه السيارات المهترئة القديمة التي تجوب شوارعنا وتتسبب في الحوادث المرورية والوفيات. كما أن الوضع الحالي لطرقنا وشوارعنا، خصوصاً في المدن الكبيرة مثل الرياض ومكة المكرمةوجدة والدمام والخبر لا يحتمل إضافة سيارات أخرى يمكن الاستغناء عنها، فما بالك إذا كانت هذه السيارات مهترئة وكثيرة الأعطال ويقودها من لا يعرف التصرف في مثل هذه الشوارع. أيضاً أتمنى من المسؤولين في المرور تطبيق الأنظمة بصرامة، خصوصاً في المخالفات التي تهدد حياة الآخرين، مثل قطع الإشارة المرورية، فهناك دول ليست بعيدة عنا ترحل أي مقيم يقطع الإشارة، وهذا واقع مشاهد لمن سافر إلى تلك الدول. عبد العزيز الدباسي - بريدة