كانت النغمة الإعلامية لغالبية الوسط الرياضي السعودي ترحب بالثقة التي حصل عليها محمد المسحل مشرفاً عاماً على المنتخبات السعودية، لأنه اسم مقبول وغير محسوب على أي من المعسكرات الأربعة الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، وبالتالي اتفاق الجميع على الترحيب به ومساندته في مهمته المهمة. الجميع تابع تحركات المسحل منذ إعلان اسمه، ووضعوا تحركاته تحت المجهر، لأن منتخبات الوطن تهم الوسط الرياضي السعودي كافة، والمؤشرات تقول إن الخطوات الأولى للمسحل"تعثرت"ولم تكن بحجم الآمال المعقودة عليه، فاختيار المدير الفني للمنتخب الأول تأخر أكثر من اللازم، وزاد من حجم"التعثر"تلك التصريحات التي أدلى بها المسحل أخيراً، عندما ذكر ان هناك اجتماعات ثلاثية بمعدل أربع مرات سنوياً أي كل ثلاثة أشهر، وهذه الاجتماعات تضم محمد المسحل وناصر الجوهر وفهد المصيبيح، ومع احترامنا لهذه الأسماء فهي مستهلكة وأخذت فرصتها ويجب أن يتجاوزهم هذا الاختيار. المسحل سيتعثر أكثر، لأنه اختار أن يدور في فلك الثنائي ناصر الجوهر وفهد المصيبيح، وكأنه يقول لا تنتظروا الجديد، وسنظل في المربع الأول ذاته، ولن نتقدم للأمام خطوة واحدة، هذا هو الفكر الذي حاصر خطوات محمد المسحل من اليوم الأول له في مهمته الوطنية، وكان يستطيع خلع هذا الجلباب والاعتماد على أسماء جديدة وقادرة ومقتدرة، ويكفي إن الجوهر والمصيبيح لا يجيدان اللغة الإنكليزية ولا لغة ال"كومبيوتر"وبالتالي المرحلة المقبلة ليست لهم، وإذا كانت الشجاعة تنقص المسحل فكان أحرى بالجوهر والمصيبيح التحلي بها والاعتذار عن أي رسم للعمل في المرحلة الجديدة، لأن الوسط الرياضي كافة لم يعد ينتظر أي شيء من الجوهر والمصيبيح. تصريحات المسحل عن المدير الفني للمنتخب وتبريرات تأخر التعاقد معه أيضاً كانت مفجعة، وهو يشير إلى عدم أهمية مشاهدة المدير الفني الجديد للاعبين، وقال سيعتمد على آخر تشكيل أي المجموعة التي ظهرت عاجزة وعديمة الحيلة في بطولة أمم آسيا في نسختها الأخير التي أقيمت في الدوحة، يعني"كأنك يا أبوزيد ما غزيت!!". كنت أتوقع أن يتحفنا المسحل بجواب عائم أفضل، كأن يقول زودنا الجهاز الفني بتسجيل لآخر مباريات المنتخب وآخر المنافسات التي خاضتها الأندية السعودية محلياً وخارجياً، أما أن يطمئن الجميع بأن المدرب سيعتمد على آخر تشكيلة للمنتخب فهذه"ثالثة الأثافي". [email protected]