منحت القيادة الرياضية كامل الثقة للمدرب الوطني ناصر الجوهر، بل ومنحته كامل الصلاحيات الفنية وكامل المميزات المالية، التي كان يحصل عليها المدير الفني السابق للمنتخب السيد أنغوس، ووقفت كل وسائل الإعلام مع الجوهر في محطاته التدريبية، ومارست أحياناً النقد من أجل عمل أفضل، من دون المساس بالجوهر كشخص، أو الجهاز الفني المعاون له أو الجهاز الإداري المساند له بقيادة فهد المصيبيح، أما وقد وصلت العلاقة بين كل الأطراف المتعلقة بالمنتخب السعودي الأول إلى"مرحلة تجديد"، فإن التجديد لغة عملية لا تقلل من عمل أحد أبداً، وهي سنة متبعة في كل دول العالم، ويجب أن نرحب بهذه المرحلة، ونقف معها بكل تفاؤل. غادر ناصر الجوهر، وترك منصبه الفني لمدير أجنبي، قد يعيد ترتيب الأوراق بما يتناسب وتطلعات القيادة الرياضية، والوسط الرياضي بكل أطيافه، ولكن هل مغادرة الجوهر هي العلاج الكافي لترقيع الثقوب الفنية، التي يعاني منها المنتخب السعودي؟ بمعنى هل مرحلة التجديد تتوقف على مغادرة ناصر الجوهر فقط؟ الحقيقة ان مرحلة التجديد يجب أن تشمل كل فريق العمل الفني والإداري، لكي نفسح المجال لمجموعة جديدة، بفكر مختلف وآلية مختلفة تماماً عن النسق الإداري، الذي كان يقوده فهد المصيبيح، الذي اتسم بالجفاء مع وسائل والإعلام، والحساسية المفرطة من النقد والمبالغة في القيود الإدارية، التي تشبه قيود العمل التربوي في مدارس المرحلة الابتدائية. لا يمكن تهميش الجهد الذي قدمه ناصر الجوهر طوال وجوده مع المنتخب كمدير فني أو كمساعد للمديرين السابقين، ولا يمكن تجاهل الجهد الإداري الذي قدمه فهد المصيبيح، والرجال الذين عملوا معه، ولكن"مرحلة التجديد"تستدعي منح الآخرين، فرصة خدمة منتخب بلدهم من أي موقع، فلدينا كوادر إدارية مميزة، ولدينا كوادر تملك الفكر والخبرة وجودة التعامل مع كل الأطراف، وإذا كانت القيادة الرياضية، وهي كما عودتنا تقبل النقد والطرح مهما كان مجنحاًً نحو الشمال أو الجنوب، فإننا نتطلع لكادر إداري يملك الثقة بالنفس، ويملك أسلحة"مرحلة التجديد"من لغة إنكليزية تخدم المدير الإداري في المناسبات العالمية، وقدرة على التعامل مع لغة الكومبيوتر التي تسهل عمل الجهاز الإداري لرصد وتوثيق كل ما يخص المنتخب، ومن ثم توفير المعلومة للمسؤول، والتي تسهل عليه اتخاذ القرار الذي يصب في مصلحة المنتخب في كل الأحوال. مغادرة ناصر الجوهر تحتاج لتوديع بقية فريق العمل الإداري والفني، ولهم منا كامل الشكر والتقدير، ومنح كوادر فنية ووطنية فرصة تقديم هويتهم العملية، ولدينا زخم من هذه الكوادر القادرة والمقتدرة ولله الحمد، وهم ينتظرون تشرفهم بثقة القيادة الرياضية السعودية. [email protected]