تفقد النغمة الإعلامية قيمتها ورونقها إذا خرجت عن النص، وإذا فقدت بوصلة المهنية العالية، وهذا هو واقع النغمة الإعلامية السعودية في السنوات القليلة الماضية. من يتابع النغمة الإعلامية في المواقف الرياضية الكثيرة يجد أنها تسير باتجاه واحد في الغالب وكأنها مُسَيَّرة لا مُخَيَّرة فإن كان الاتجاه نحو إلغاء عقد مدرب المنتخب وجدت النغمة كلها تسير بالاتجاه نفسه من دون أن يكون للفكر دور في رسم الخطوات وإعانة صناع القرار على الرؤيا السليمة قبل اتخاذ القرار، ومثال ذلك تلك الزفة التي واكبت المدير الفني البرازيلي آنغوس أثناء قيادته للمنتخب السعودي في بطولة الأمم الآسيوية في نسختها الأخيرة، إذ امتدح الجميع جودة عمله وروعة النقلة التي قدم فيها توليفته الشابة الجديدة، والكل صفّق له ولم يمارس أيٌّ من هؤلاء أي نقد، وكأن هذا المدرب أتى من كوكب آخر وهو ضالة المنتخب التي انتظرناها كثيراً. وبعد إعفاء آنغوس من مهمته سلّت الأقلام ذاتها سيوفها واتجهت جميعاً لرشق هذا المدرب بسياط النقد من دون هوادة، وكأن الجميع لم يكتشف أخطاءه إلا عند صدور قرار الإعفاء، وهذه إدانة صريحة لوعي ومهنية هذا الإعلام الذي يتخذ من منهج"معاهم معاهم وعليهم عليهم" منهج في التعاطي اليومي. يلمس المتابع للنغمة الإعلامية الرياضية ضعف الرؤيا من خلال تناول تغيير الأجهزة الفنية والإدارية هذه الأيام بشكل جماعي من دون أن يطرح هذا الإعلام، ما يعزز توجهه ومن دون طرح البدائل، فمن السهل جلد الذات بسياط النقد، لكن من الصعب تحديد المشكلة ووضع العلاج الناجع. فإذا كان ناصر الجوهر الذي يحظى بثقة الوسط الرياضي قد أدى المهمة على أفضل وجه والظروف تستدعي تجربة وتجهيز غيره فلا بد من توفير المعلومة عن البدلاء لكي يتم وضع الجميع تحت مجهر القيادة الرياضية لاختيار المناسب منهم، والأمر ذاته ينطبق على الجهاز الإداري بقيادة فهد المصيبيح، بمعنى أن المطالبة تتحول من تهمة إسقاط هذه الأجهزة إلى الانتقال إلى مناخ عمل أفضل بفريق مختار من أصحاب الخبرة والتجربة بدقة ووضوح، علماً أن التغيير ليس بدعة وليس طعناً في حق العاملين وقيمتهم حالياً، وكل حركة فيها بركة، لكن الأهم من البدلاء الموجودون حالياً؟ وهل البدلاء أكثر خبرةً وأكثر تمكناً من أدوات العمل والتعامل. شيء رائع أن يكون للصوت الإعلامي أثره وتأثيره في صناعة القرار، فقد كررها الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل في أكثر من مناسبة بأن الإعلام شريك في نجاح المشهد الرياضي والجميع في مركب واحد، ولكن هل يحمل الإعلام ومن خلال نغمته الإعلامية هذه الأيام مسؤولية أمانة المهنة وشرف التعاطي الإعلامي المشرف؟ أسأل ليس إلا، وأترك الإجابة للوسط الرياضي والإعلامي فهو القادر على وضع نقاط الأسئلة على حروف الأجوبة. [email protected]