كشف مدير برنامج المناخ العالمي بمنظمة الأرصاد العالمية الدكتور قاسم أسرار، إظهار مراقبة نظام الرصد الجوي على مدى ال50 عاماً الماضية شذوذاً متكرراً وغير مرغوب فيه في درجات الحرارة والأمطار والغطاء الجليدي ومستوى البحر، علاوة على تأثير التغير المناخي بسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لافتاً إلى أن التقلبات المناخية الطبيعية تتسبب في زيادة الضغط على النظم البيئية والسكان في العالم بأسره، وذلك بتأثيرها على جميع قطاعات الاقتصاد العالمي. ويمثل خطر التغير المناخي المتسارع وإمكان حدوث تغيرات فجائية وحالات مناخية متطرفة مثل موجات الجفاف، الفيضانات، موجات الحر، وغيرها واحداً من أكبر التحديات التي تواجه العلماء وصناع القرار في القرن الحالي. وأكد أسرار في اللقاء العلمي الأول عن"التغيرات المناخية"الذي عقد أمس الأحد في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، حاجة المجتمع لمعلومات مرجعية في دراسات تقلبات وتغير المناخ، ما يتطلب مزيداً من البحوث والجهود لتطوير هذه الدراسات للاعتماد عليها، وقال:"تمدنا هذه الجهود بفهم جيد لعمليات التغير المناخي وتأثيراته، وتطوير النمذجة بدرجات عالية من الدقة سواء مكانية أو زمانية بهدف الوصول إلى أسباب التقلبات والتغيرات المناخية الإقليمية"، وزاد:"كما يفيدنا في الحصول على تمثيل واقعي للعمليات المناخية المتطرفة، والقدرة على جمع ومعالجة البيانات المقاسة لفهم عمليات المناخ بشكل أفضل، ولإعداد وتقويم النماذج المناخية، وتطوير قدرات الأدوات والبرامج الحاسوبية المستخدمة لتحليل وتفسير نتائج النماذج المناخية ونتائج القياسات القياس الكمي للفروق والأخطاء بطريقة الاحتمال، والانتقال الانسيابي إلى إحدى طرق التشغيل مع توفير المنتجات والخدمات المناخية، وتسهيل الحصول على التغذية الراجعة من المستخدمين". وأضاف:"إن التزويد بالمداخلات لأولويات البحث يلبي الحاجة المتزايدة للمعلومات المناخية في الوقت المناسب، ويوفر الموارد والمهارات اللازمة لتحليل تلك المعلومات وتلبية حاجات المستخدم لصناعة القرار على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي". وأوضح أنه يلزمنا إدخال تحسينات وتعزيزات كبيرة في مجال العمليات الحسابية عالية الكفاءة لإحراز تقدم في مجال علم المناخ والوصول إلى توقعات المجتمع، مؤكداً أن هناك حاجة ملحة لوجود أنظمة مراقبة فضائية كالأقمار الاصطناعية في المواقع الطبيعية لرصد المتغيرات المناخية الرئيسة بدقة عالية تغطي الكرة الأرضية، وقابلة للاستمرار لعشرات السنين، بهدف تحديد الاتجاهات والتغيرات المناخية بشكل دقيق وقوي. وقال:" يشكل تشغيل وتطوير النماذج ونتائج القياسات توفير معلومات مناخية دقيقة على المستويين الإقليمي والعالمي وتطوير التحليلات المناخية واستخدام برامج قياس الخطأ للنماذج المناخية لتحسين إستراتيجيات نظم المراقبة، دعامات علمية أساسية لأي نظام جيد لتوفير المعلومات والخدمات المناخية". واستطرد بالقول: "إن تحقيق تلك المهمات يتطلب دمجاً مستمراً للموهبة الفنية والعلمية للكوادر البشرية عالية المهارة بواسطة التدريب وبناء القدرات، عبر برامج دعم الباحثين والعلماء، خصوصاً في الدول النامية". وفي اللقاء، أكد أستاذ التغيرات المناخية في جامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور"إن سك كانغ"أن ظاهرة الاحتباس الحراري في تغيير المناخ العالمي، ستؤدي إلى زيادة في التطرف المناخي في البلاد، مستوجباً التنبؤ بمثل هذه التغيرات الإقليمية بهدف إعداد إستراتيجيات التكيف في القطاعات المختلفة. ولفت الخبير الكوري إلى أنه لا يمكن التنبؤ بتلك التغيرات المناخية الإقليمية باستخدام نماذج مناخ عالمية مخفضة الدقة نسبياً، كتلك التي تستخدمها حالياً الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ"IPCC"في التقريرين الرابع والخامس، ولكن يمكن الاضطلاع بذلك باستخدام نماذج مناخية عالمية عالية الدقة وقادرة على إبانة ملامح التغير المناخي الإقليمي بشكل واضح.