رأى المشاركون في اللقاء العلمي الأول لمركز التميز لأبحاث التغير المناخي الذي انطلقت أنشطته في جامعة الملك عبدالعزيز أمس، أن الاحتباس الحراري سيزيد من التطرف المناخي في المملكة بعد أن سجلت العديد من التقلبات المناخية خلال الفترة الماضية. ودعوا إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث العلمية المرتبطة بالطقس. وأكد مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة طيب أن بعض الدراسات العالمية المتعلقة بمجال التغير المناخي دلت في العقود الأخيرة على أن العالم يعاني من تغير ملحوظ في المناخ، أدى إلى التأثير سلبا على البيئة والموارد المائية والزراعة والاقتصاد على المستوى العالمي. وأضاف في كلمة ألقاها نيابة عنه وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور عدنان بن حمزة زاهد في انطلاق اللقاء العلمي الأول لمركز التميز لأبحاث التغير المناخي في جامعة الملك عبدالعزيز، «أن جامعة الملك عبدالعزيز ومن خلال مواردها الذاتية قامت بتمويل إنشاء مركز التميز لأبحاث التغير المناخي في 1431ه لإجراء دراسات التغير المناخي والحصول على تنبؤات تفصيلية عن الطقس والمناخ للمملكة وتفادي الانعكاسات السلبية المحتملة للتغيرات المناخية مستقبلا، وآثارها المحتملة على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية». وفي محاضرته العلمية قال مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي الدكتور منصور المزروعي: إن التأثير الكبير المحسوس للتغير المناخي في الآونة الأخيرة على العديد من قطاعات المجتمع المختلفة مثل الزراعة وموارد المياه وتوليد الطاقة أبرز حاجة ملحة لتنفيذ دراسات متعمقة لمعرفة نتائج تأثير التغير المناخي وسبل التكيف، وتجلى ذلك في تأسيس مركز التميز لأبحاث التغير المناخي في جامعة الملك عبدالعزيز في مارس 2010م، لافتا إلى أن هناك محاولات جارية لاستخدام مخرجات نماذج المناخ الإقليمية والعالمية لتوفير التصورات الخاصة بالمناخ المحلي، والقيام بتنبؤ طويل الأجل للطقس، يشمل حالات التطرف المناخي، ومدى ارتفاع مستوى سطح البحر في المنطقة، وبشكل تراكمي يمكن أن تمثل هذه المحاولات الجارية الإطار العريض لتوجيه فرق إدارة الكوارث بالمنطقة للتعامل والتكيف مع تأثيرات التغير المناخي. وتطرق مدير برنامج المناخ العالمي في منظمة الأرصاد العالمية الدكتور قاسم إسرار في محاضرته لجانب آخر من قضية التغير المناخي، موضحا أن التغير المناخي والتغيرات الطبيعة يمثلان مصدر اهتمام كبير للمجتمع، وأن التقلبات المناخية تتسبب في زيادة الضغط على النظم البيئية والسكان في العالم بأسره، وذلك بتأثيرها على جميع قطاعات الاقتصاد العالمي. ويمثل خطر التغير المناخي المتسارع وإمكانية حدوث تغيرات فجائية وحالات مناخية متطرفة (مثل موجات الجفاف، الفيضانات، موجات الحر) واحدا من أكبر التحديات التي تواجه العلماء وصناع القرار في هذا القرن. وأشار إلى أن حاجة المجتمع لمعلومات مرجعية في دراسات تقلبات وتغير المناخ يتطلب مزيدا من البحوث والجهود لتطوير هذه الدراسات للاعتماد عليها، وهذه الجهود تمدنا بفهم جيد لعمليات التغير المناخي وتأثيراته، وتطوير النمذجة بدرجات عالية من الدقة سواء مكانية أو زمانية بهدف الوصول لأسباب التقلبات والتغيرات المناخية الإقليمية. ورأى الدكتور إن – سك كانغ في جامعة الملك عبد العزيز، أن ظاهرة الاحتباس الحراري تتسبب في تغيير المناخ العالمي، مبينا أنه من المتوقع أن تؤدي هذه الظاهرة إلى زيادة في التطرف المناخي في المملكة، لذلك فإنه من الواجب أن يتم التنبؤ بمثل هذه التغيرات الإقليمية بهدف إعداد استراتيجيات التكيف في القطاعات المختلفة، مشيرا إلى أنه لا يمكن التنبؤ بتلك التغيرات المناخية الإقليمية باستخدام نماذج مناخ عالمية منخفضة الدقة نسبيا، كتلك التي تستخدمها حاليا الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.