أكد المصدر «أن إجراءات التحقق من البلاغات وحالات الاشتباه تحصل لكل الجهات، التي لها حق الضبطية في جميع أنحاء العالم، وأعضاء الهيئة حاولوا مساعدة الفتاة ومرافقها»، مشيراً إلى أن تفاصيل التحقيقات في الموضوع وملابساته ستظهر الحقيقة كاملة، واستغرب أن تقبل الفتاة ومرافقها السكن على حساب عضو الهيئة، ولم يبادرا بتقديم أية شكوى إلا بعد الواقعة بأيام، وأكد المصدر أن نتيجة التحقيقات ستظهر، وإن كان للفتاة الحق، وثبت أنه وقع عليها أي تجاوز أو إساءة أو ضرر، فستأخذ حقها كاملاً». لن أعلق على كلمات المصدر البالغة الديبلوماسية والمثالية، على رغم أنها غير واقعية، خصوصاً السطرين الأول والثاني (سأتركها لكم) لعلكم تتمكنون من ابتلاعها، ومع فنجال من الشاهي المديني المنعنع. ولنبدأ بالتحليل بما أنني تحليلية بحتة لا أقبل الأمر على علاته، ولا أصدق الكلمات المنمقة والجميلة، سأركن إلى كلمات أمير المدينة التي قرأناها «قال للفتاة كرامتك من كرامتنا، وسنتحقق من الموضوع». شكراً كثيراً وجزيلاً يا أميرنا الفاضل هذه هي ثقتنا بكم بألا يمر هذا الموضوع مرور الكرام، ونثق بحكمتكم وعدلكم ومراعاتكم لشأننا الذي بات على كل لسان يسيء لنا كبلد مسلم، ويسيء لشعيرة جميلة (أتمنى ألا تندثر) لست ضد الهيئة إنما ضد السلوكيات المهينة التي أصبحت تشعرنا بالخوف والرعب وغيرهما. نأتي الى تصريح الهيئة كما نشرته صحيفة سبق بتاريخ 11/11/1432 بعد أيام من نشر الخبر وبعد أيام من تصريح أمير المدينة بأن الهيئة عرفت بنفسها عن طريق البطاقات في بداية الأمر وهذا سلوك لم نألفه ولم نره ولم نسمعه على أرض الواقع المليء بالمفارقات. نأتي الى سبب التوقيف الأولي (ورود إخبارية عن سائق ليموزين أو تاكسي يدور في أحياء المدينة بشكل مثير للريبة، وأن سبب التوقيف هو الخوف على الفتاة أن تكون ضحية ابتزاز أو اختطاف، لذلك تقدموا بكل احترام إليها بعد تعريفهم بأنفسهم. لماذا إذاً تنفعل الفتاة؟ ولماذا تصرخ؟ ولماذا تقطعت حقيبتها؟ ولماذا مزقت عباءتها؟ نأتي إلى الفقرة الثالثة المثيرة للضحك «هو تطوع بعض أفراد رجال الهيئة بالبحث عن هيئة التخصصات، ثم تطوعهم بانتظار الفتاة التي اختفى قريبها في الفقرتين الأولى والثانية، ولم يظهر إلا بعد البحث عن العنوان! هل ستأتي فتاة وقريبها للمدينة من بلد آخر من دون أن تكون معها نفقات للسكن والمأوى؟ وهل من واجبات الهيئة التطوع بإيجاد وتأمين والتكفل بمصروفات فندق أو شقة؟ وهل من عادات الهيئة تقديم النعناع المدني ذائع الصيت والهدايا لزوار المدينة والتائهين ومراجعي هيئة التخصصات؟ ألم تكن هناك طريقة أخرى للتأكد من مخاوفكم غير إيقافهما بهذه الطريقة المهينة التي تنفونها نفياً قاطعاً وقدمتم لنا صورة مثالية رائعة لم نألفها من قبل؟ بأن يسير صاحب الإخبارية خلف سيارتهم بكل هدوء واحترام، وإذا رأي شيئاً مثيراً للريبة يتقدم ويسألهم أولاً ليريح ضميره الخائف على الفضيلة، عندما كنت أعمل معلمة روضة كنت أعرف من هو الطفل الذي ضرب صاحبه حين يجيب على سؤالي من أخذ حلاوة فهد؟ فتأتي الإجابة بكل براءة «مو أنا اللي ضربت فهودي يا أبلة، أنا أعطيته حلاوتي»، فأعرف أنه هو بالتحديد من ضرب فهودي! [email protected] twitter | @s_almashhady