كان الأسبوع الماضي والذي قبله أسبوع الهيئة إذا جاز التعبير، 4 حوداث متفرقة توحي بالكثير والكثير، هو أننا كمجتمع لم نعد نقبل أن نُعامل كمتهمين دائماً، ماذا نستفيد من هذه القصص والمشكلات والندوب والجروح وغيرها.. إلا مزيداً من الغضب والاحتقان اللانهائي لأفراد المجتمع رجاله ونسائه. وكلنا نعرف أن أسلوب البعض من رجال الهيئة في التعامل هو أسلوب فظ مستفز لأي شخص حتى ولو كان لا يفعل شيئاً خاطئاً. ولم يعد مقبولاً أن تنتهي المشاحنات والضرب والجرجرة بكلمة سامحونا (ماعليه). لن أكتب أحداث ما حصل، فكلنا نقرأ الصحف وتصله الأخبار، فمن عريس الرياض الذي ضُرب وضُربت أخته فجأة من دون مناسبة لمجرد الشك والريبة، إلى ابن المدينة الذي كان ينتظر زوجته، وناله من الضرب (وبعثرة الكرامة) ما ناله، إلى غيرها والتي انتهت بقيام شاب بتلطيخ إحدى سيارات الهيئة بالبوية. إلى الفتاة التي قيل أنها قامت بإلقاء الحجارة على السيارة بكل ما فيها من تفاصيل، وكأنها «سوبرمانه» وهذا شيء لا يصدقه عقل ولا منطق. أقرأ دائماً تعليقات القراء على مثل هذه الأخبار وأغلبها إن لم يكن جميعها تعبّر عن غضب شديد، وأعود وأكرر ما قلته من سنوات عدة: أليس رجال الهيئة بشر مثلنا؟ إذا أجبتم بنعم إذن فلماذا لم نسمع عن توقيف أحدهم وعن معاقبته بتهمه إساءة استخدام الصلاحيات؟ تكرار هذه الحوداث تبرهن بالدليل القاطع أن هناك خلل ما، خلل ينبغي علاجه بأسرع وقت ممكن، وربما خبر إخضاع منسوبي الهيئة لدورات مكثفة للتعامل مع الجمهور رجاله ونسائه خبر مفرح نوعاً ما، لأعود وأسأل السؤال نفسه الذي يتبادر إلى ذهني فور معرفتي أو قراءتي القبض على سيدة أو فتاة (بكيف) كيف يتم القبض عليها؟ وكيف يتم لمسها وهي أجنبية؟ وكيف تُرحّل في سيارة ليس فيها إلا رجال غرباء؟ وكيف يُحقق معها والمركز يخلو من العنصر النسائي؟ وكيف يتصل بوليها أو أخوها أو حتى زوجها ليسمع كلمة واحدة (تعال وأنت تعرف)، أسئلة كثيرة في الحقيقة عدا كونها مزعجة هي مؤلمة ومقلقة أيضاً. حكمت المحكمة على رجل موظف بالأمانة بدفع مبلغ 88 ألف ريال لرجل سجن 44 يوماً، بعدما اكتشفت أن رجل الأمانة هو الذي تعدى على الرجل في منزله، ماذا لو طبقنا هذا النظام نفسه على أخطاء رجال الهيئة ومن يقدر قيمة الكرامة المهدرة في الأسواق وفي الشوارع، ومن يقدر قيمة الخوف والقلق ومشاعر العار الذي قد تتسارع في عقل رجل تلقى اتصالاً من الهيئة ليسمع كلمة (تعال وأنت تعرف)! [email protected]