أسرة سعودية مكوّنة من 22 فرداً، كانت معاناتها تقتصر على قلة ذات اليد، وصعوبة بناء مستقبل واعد، لعدم وجود بيئة مناسبة للتعليم، وفجأة بات مستقبل أبنائها صغاراً وكباراً في مهب الريح، بعد أن حاصرت الأمراض الخطرة والمزمنة والديهم، وربما تحرمهم منهما إذا لم يتم علاجهما كما ينبغي. وتسكن أسرة مداوي مفرح الجاحصى 69 عاماً في محافظة صبيا، إلا أنها تعيش أحزاناً متواصلة وواقعاً مريراً وظروفاً معيشية قاسية، بعد أن فاجأ المرض ركني العائلة الأب والأم، فالأب أصيب بورم سرطاني في الجانب الأيسر من اللسان، ويضطر إلى السفر المتكرر إلى الرياض من أجل العلاج، بينما أصيبت زوجته بالفشل الكلوي وتخضع لعملية الغسيل ثلاث مرات في الأسبوع. ويقول مداوي الذي أصابه الوهن بسبب المرض وكثرة المراجعات:"أكثر ما أخشاه هو مصير أطفالي الصغار، فأنا مريض بالسرطان، واضطر للسفر بشكل متكرر إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي، وأترك أبنائي مع أمهم المريضة"، مضيفاً:"تعيش أسرتي في وحدة للسكن الخيري، ونحن مهددون بالخروج من هذا السكن في أي وقت". ويتابع:"عانت أسرتي نفسياً وجسدياً من كثرة الترحال والتنقل، فقد رحلنا من منطقة جبلية نائية تفتقر إلى الخدمات وفضلنا السكن في المدينة، من أجل العلاج والتعليم، ونظراً لسوء الوضع المادي الذي نقاسيه توقف بعض أبنائي عن الدراسة، إذ لم أعد قادراً على توفير مصاريفهم اليومية المعيشية، فما بالك بمتطلباتهم الدراسية من نقل وشراء مستلزمات وغيرها". ولا يخفي مداوي أن الديون أسهمت في تعقيد الوضع،"أقاسي ظروفاً معيشية صعبة، ولكنني أتطلع بأمل ورجاء كبيرين إلى أهل الخير في بلد الخير، من أجل مساعدتي في تأمين منزل فسيح لأبنائي ومساعدة مالية، كي أستطيع الصرف عليهم، فحقيقة الأمر أن مساعدة الضمان الاجتماعي لا تفي بمتطلباتهم، والنتيجة أن مستقبلهم ضائع إذا استمر الوضع كما هو".