واشنطن، طهران - أ ف ب، يو بي آي - أعلن جنرال في القوة الدولية للمساعدة في احلال الامن في افغانستان ان عدد الهجمات التي تشنها حركة «طالبان» انخفض خلال الشهرين الماضيين، للمرة الاولى منذ بدء النزاع في البلاد قبل عشر سنوات. وقال الجنرال الاسترالي مايكل كروس، إن الهجمات انخفضت بالإجمال خلال الشهرين الماضيين بالمقارنة مع العام الماضي، وإن حركة «طالبان» فشلت أخيراً في استعادة السيطرة على اراضي كانت قد خسرتها في الجنوب لحساب قوة «ايساف» التابعة لحلف شمال الاطلسي. واضاف في رسالة فيديو من افغانستان: «كل عام كانت تحصل عمليات عنف اكبر في افغانستان، إلا هذه المرة». وتابع: «خلال الشهرين الماضيين، حصل انخفاض في اعمال العنف نسبة الى السنة الماضية». وأكد ان «الامر يتعلق باتجاه، ونحن بالتأكيد مازلنا نواجه تحديات كبيرة ويتوجب علينا ان نبقى واقعيين بالنسبة لاهدافنا، وان الامر يتعلق هنا باتجاه (يؤشر الى انخفاض العنف) هو فعلاً مرحَّب به». وقال ايضاً: «انها المرة الاولى التي نشهد فيها هذا الاتجاه»، ولكنه لم يقدم مع ذلك اي ارقام، وان قال ان ارقام «إيساف» تُظهر انخفاض هجمات المتمردين خلال 17 شهراً من الشهور الاثنين والعشرين الماضية. وعلى رغم التقييم المتفائل، فإن مسار الحرب في افغانستان مازال يثير جدلاً وسط شكوك حول قدرة القوات الأفغانية على تأمين البلاد واستشراء الفساد في الحكومة الافغانية. كما كان تقييم «إيساف» مختلفاً عن تقرير اوردته الاممالمتحدة الشهر الماضي أظهر ارتفاع الحوادث الامنية اجمالاً بنسبة 39 في المائة خلال الشهور الثمانية الاولى من 2011 مقارنة بالعام الماضي. وبرر كروس الفارق بين تقييم «إيساف» وأرقام الأممالمتحدة بالطريقة التي تصنف بها كل جهة اعمال العنف. وقال إن الاممالمتحدة تورد كل الأحداث المتعلقة بالأمن، بما في ذلك التقارير عن تهديدات والتظاهرات في الشوارع، غير ان «ايساف» تورد فقط الهجمات العنيفة المؤكدة. واضاف كروس ان الهجمات البارزة الاخيرة من جانب المتمردين، ومنها الهجوم الذي استمر 19 ساعة على السفارة الاميركية في كابول وتفجير شاحنة، أدى الى اصابة 77 جندياً اميركياً، حجبت الرؤية عن تقدم اوسع نطاقاً في المجهود الحربي الذي يبذله الحلف الاطلسي الذي قال انه استرد زمام المبادرة. غير انه اشار الى ان هجمات المتمردين لم تنخفض في شرق البلاد، حيث واجهت القوات التي يقودها «الأطلسي» خصماً عنيداً في منطقة التضاريس الوعرة المتاخمة لباكستان. وكانت «طالبان» تعهدت باستعادة المعاقل السابقة في ولايتي هلمند وقندهار جنوب البلاد، غير أن موسم القتال الصيفي أتى وانقضى دون تمكنها من استعادة تلك المعاقل، كما اضاف الجنرال الاسترالي. وقال: «مازلنا نسيطر على كل تلك التجمعات السكانية، وقد ابقينا على سيطرتنا منذ قمنا بتأمين تلك المناطق ولم تنجح طالبان، بل فشل هجومها». وقال كروس إن «طالبان» أقرت بالانتكاسات الميدانية في اتصال اعترضته القوات الاجنبية. وأضاف كروس: «يعرفون ايضا انهم فشلوا. كيف عرفت ذلك؟ حسناً، اعترضنا رسالة من مجلس شورى الجماعة قبل وقت ليس ببعيد اقر فيها ان هجمة بدر فشلت. في الواقع ترجمة العبارة التي استخدموها هي انها فشلت فشلاً ذريعاً». عمليات سرية في غضون ذلك، اقر وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا، بأن الولاياتالمتحدة تشن «حرباً» في باكستان، مناقضاً بذلك الموقف الرسمي الاميركي الذي لا يقر بقيام وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إي) بعمليات في هذا البلد. ويذكر ان الادارة الاميركية حرصت دائماً على عدم الاعتراف بالضربات الاميركية التي تشنها طائرات من دون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية في المناطق القبلية الباكستانية، وذلك لاسباب قانونية وللحفاظ على علاقاتها مع إسلام آباد. ورداً على سؤال إثر خطاب القاه في واشنطن، قال بانيتا إن «علاقات الولاياتالمتحدة مع باكستان معقدة. هناك اسباب عدة لهذا التعقيد: نشنّ حرباً في بلادهم». والاسبوع الماضي ايضاً، تحدث الوزير عن امور سرية خلال زيارته لمقر تابع للحلف الاطلسي في نابولي. وقال لبعض العسكريين: «بعد انتقالي الى البنتاغون، اصبح لدي بالتأكيد الكثير من الاسلحة تحت تصرفي وأكثر مما كان لدي عندما كنت في وكالة الاستخبارات المركزية. ولكن الطائرات بدون طيار ليست سيئة»، وذلك في اشارة الى استعمال هذه الطائرات من جانب «سي آي إي». ومنذ مطلع العام، شنت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ما لا يقل عن 60 ضربة بواسطة طائرات من دون طيار في المناطق القبلية، بحسب إحصاء أجراه مركز أبحاث مقره في واشنطن. كارزاي ونجاد على صعيد آخر، دعا الرئيسان الإيراني محمود أحمدي نجاد والأفغاني حميد كارزاي في اتصال هاتفي بينهما، الى ضرورة التشاور والتنسيق والعمل المشترك بين دول المنطقة. وافادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية انه جرى خلال الاتصال الهاتفي تأكيد العمل على التنسيق والتشاور بين دول المنطقة «لمواجهة المخططات التي ترمي لضرب مصالح شعوبها». وأضافت ان الرئيس الإيراني أعرب خلال الاتصال بنظيره الأفغاني عن تعازيه بمقتل الزعيم الأفغاني برهان الدين رباني، وقال ان «الأعداء لا يريدون ابداً استتباب الأمن والاستقرار والسلام في افغانستان». وأشاد احمدي نجاد برباني وقال: «كان شخصاً مسلماً ثورياً وسنداً للشعب الأفغاني وحكومته». وأعرب عن اعتقاده بأن «الأعداء ارتكبوا جريمة كبيرة من خلال اغتيال هذا المؤمن المخلص»، ودعا الى «العمل لتعزيز الأمن والاستقرار في افغانستان». وحض على «ضرورة يقظة ووعي شعوب المنطقة ودولها لإحباط مخططات الأعداء»، وشدد على ان «مواصلة الحوار والتنسيق بين ايرانوافغانستانوباكستان خطوة مؤثرة في هذا الصدد». وقال إن «الأعداء يسعون الى الحيلولة دون اقامة أخوّة وصداقة بين دول وشعوب المنطقة».