بعد مغادرة ماجد عبدالله ملاعب كرة القدم، تكوّنت لدى الجماهير النصراوية ذهنية ظلت تبحث دائماً عن اللاعب الرمز، وأظنها ذهنية وصلت لمرحلة العقدة، للدرجة التي لهث فيها النصراويون خلف رموز وهمية كان آخرها اللاعب سعد الحارثي، الذي ومع فائق الاحترام لمستواه وتاريخه، لا يستحق نصف ولا ربع رمز! وظننت وبعض الظن إثم، أنه وبعد سنوات من خفوت نجومية اللاعب واكتشاف الجميع أنه لاعب عادي، فإن الجماهير النصراوية ألقت بما يعرف بالرمز والرمزية إلى أعمق قاع من البحر، ولكن خاب ظني وأنا أشاهد بعضاً من ردات الفعل الجماهيرية، خصوصاً عندما قيل البارحة إن الهلال دخل في مفاوضات جادة مع اللاعب، فما الذي حدث؟ انقسمت الجماهير الصفراء إلى ثلاثة أقسام، ففريق ألقى بجام غضبه على الإدارة التي فرطت في الرمز، وآخرون رفعوا أكف الدعاء للاعب بالتوفيق في الهلال لكي يعرف النصراويون قيمة هذا النجم بعد اكتشافهم بالطبع للخطأ الكبير الذي وقعوا فيه، وفي كلتا الحالتين لا يخلو الأمر من عاطفة جياشة لحبيبهم الذابح، وفئة ثالثة لا ترى أي مانع في رحيله، كونه لم يفد الفريق فنياً. وأقولها وبكل صراحة، فلو سُئلت شخصياً عن العائق الأكبر الذي يواجه الإدارات من نواح مادية وأدوات فنية وصحافة ولاعبين وجماهير، لاخترت الجماهير كأكبر عائق للعمل الإداري داخل الأندية، فهم الصوت الأعلى صخباً، خصوصاً بعد عصر المنتديات، ودخولهم بقوة هائلة في منظومة الرأي والكلمة. ولست ضد الرأي، ولكن أقولها بصراحة مرة أخرى فنسبة الوعي الجماهيري تظل دون النسبة المعقولة على الأقل في هذه المرحلة، التي ما زالت الجماهير تدور خلالها في فلك الرمزية بشكل يخرج عن حدود المنطق والعقل. ولكم أن تتخيلوا نجاح مفاوضات الهلال مع سعد الحارثي، ونزول اللاعب أمام النصر في مواجهة مقبلة وتسجيله لهدف جميل في المرمى النصراوي مثلاً، فما الذي سيحدث حينها؟ هذا ما أعنيه باختصار! [email protected]