«كان بالإمكان أفضل مما كان».. أظن أن هذه المقولة تنطبق بكل تفاصيلها على المهاجم النصراوي سعد الحارثي؛ الذي يمتلك إمكانيات فنية جيدة تؤهله لأن يحتل مرتبة متميزة في التاريخ النصراوي متقدما على الدحيدح وحسين هادي وعلي يزيد وبقية «فقاعات الصابون»..!، على اعتبار أن هذا التاريخ الهش والممتد هشاشة لا يوجد به في خط الهجوم إلا اسم أو اسمان متفق عليهم في الأوساط النصراوية، أما البقية فإنهم متأرجحون بين حالات السخط والرضا..! وفي تصوري أن المهاجم – أيا كانت إمكانياته – عليه أن يتميز ب«الحذاقة» في إدارة ذاته داخل الوسط الرياضي، وهو الأمر الذي افتقده الحارثي عندما جاءته الفرصة على طبق من ذهب في المرة الماضية، ولم يستثمرها بالشكل المطلوب.. ولا أدري كيف للاعب أن تأتيه الفرصة لكي يترك النصر.. ويرفض؟ فاللاعب دائما ما يطمح للانتصارات والبطولات وملامسة الذهب.. وهذه أمور نعلم جميعا أنها أبعد ما تكون عن النصر.. غير أن الحارثي تمسك ب«الفقر».. وفي الأخير فقد الكثير من مكتسباته المعنوية التي حققها في الوسط الرياضي خلال الأعوام الماضية. ولو كنت مكان «الذابح».. لما سجلت أولا في كشوفات النصر.. وأنا أعلم أن هذا النادي لديه تجارب كثيرة في طرد أبنائه والتعامل معهم بقسوة.. ولما جددت عقدي مع ناد لم يضف لي الشيء الكثير ولم أذق معه طعم البطولات الحقيقية.. فكل ما شاهدته وعشته هو «وهم في وهم» الأمر الذي أثر حتى على أفكاري وعلاقاتي مع الآخرين.. ولعل التصريح الأخير ضد «الكثيري» واتهامه بالتعمد.. هو دليل على قوة تأثير النادي على فكر لاعبيه.. ولو كنت مكان «الذابح».. لخرجت وقلت للجماهير الصفراء بأعلى صوتي: «عفوا عفوا.. ذابح على أيش.. تضحكون علي وتحاولون تخدروني.. أرجوكم لا أريد ألقابا وهمية.. أريد شيئا واقعيا وملموسا.. فأنا لم أفعل شيئا ولم أحسم أي بطولة لصالح النصر.. وهذا ليس ذنبي.. ذنب فريقكم اللي ما عمره تأهل للنهائيات»..! ولو كنت مكان الذابح.. لاستفدت من كامل الدروس والتجارب.. وأعلنت للملأ: «أريد اللعب للهلال».. فهو النادي الذي يعز أبناءه..!