قتل 21 عراقياً، على الأقل، وجرح نحو سبعين في هجمات منسقة وسيارات مفخخة يقودها انتحاريون، استهدف معظمها قوات الأمن في مناطق متفرقة في بغداد، هي الأعنف منذ آب (أغسطس) الماضي. وقال مصدر في وزارة الداخلية إن «ما لا يقل عن 17 شخصاً قتلوا وجرح أكثر من 48 آخرين أغلبهم من عناصر الشرطة في هجومين انتحاريين بسيارات مفخخة استهدفا مقر شرطة الحرية (شمال) ومقر شرطة العلوية (وسط)». وأوضح أن «13 شخصاً قتلوا و25 آخرين جرحوا في الهجوم على مركز شرطة العلوية فيما قتل أربعة وجرح 23 في الهجوم على مركز شرطة الحرية». وأضاف المصدر أن «معظم الضحايا من عناصر الشرطة». وأكد مصدر في وزارة الدفاع وقوع الهجومين والحصيلة ذاتها، مشيراً إلى احتمال ارتفاعها. وأضاف محمد الربيعي، عضو مجلس محافظة بغداد الذي وصل لتفقد مركز شرطة العلوية، أن «الانتحاري كان يستقل شاحنة مفخخة فجر نفسه عند المدخل الرئيسي لمقر الشرطة». وتحدث عن «مقتل 13 شخصاً بينهم سبعة من الشرطة بينهم شرطية». ويرى الربيعي أن الهجمات «جاءت قبيل انسحاب القوات الأميركية وتمثل تحدياً لسير العملية السياسية لأن الإرهابيين يحاولون إثبات وجودهم». وشدد على أن «هناك دعماً خارجياً ودولاً لا تريد النجاح للعراق». وأدى الانفجار إلى وقوع أضرار مادية في مقر الشرطة والمباني المجاورة وبينها مدرسة ابتدائية. وواصل عناصر الدفاع المدني إخلاء ضحايا الانفجار الذي أدى إلى إحداث حفرة عمقها متران وقطرها يصل إلى أربعة أمتار. وأشار إلى العثور على أشلاء خمسة من عناصر الشرطة بين الأنقاض. وقال شرطي يدعى علي، فضل الكشف عن اسمه الأول فقط، (أ ف ب) إن «الانفجار وقع بعد لحظات من دخولي إلى مرآب المركز وشاهدت الانتحاري يحاول اقتحام الحواجز لكنه فجر سيارته، ما أدى إلى سقوط جدران الإسمنت المحطية، وسقطت على الأرض. لكن بفضل الجدران التي سقطت على السيارات لم اصب بأذى وحاولت العثور على زملائي الواقفين عند الباب، لم اعثر على أي منهم بسبب تناثر أشلائهم». وتابع بحزن «كان بيني وبين الموت كتلة إسمنتية واحدة». إلى ذلك، قال احد عناصر مكافحة المتفجرات إن «الاعتداءات أعدت في وقت واحد، ولا نزال نبحث عن أجسام متفجرة أخرى في موقع الحادث». وأكد أن «السيارة التي انفجرت كانت تحمل اكثر من مئتي كيلوغرام من المتفجرات «. وقال ضابط شرطة رفض كشف اسمه إن «خمسة من عناصر الشرطة الذين كانوا في الحاجز تلاشت جثثهم بالكامل، وأصبحت أشلاء». وفي هجوم آخر، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 11 بينهم عدد من عناصر الشرطة، في انفجار سيارة مفخخة مركونة في حي الإعلام (جنوب غرب)، وفقاً للمصادر ذاتها. وأكد مصدر في مستشفى اليرموك (غرب) انه تسلم ستة جرحى بينهم ضابط برتبة رائد في الشرطة أصيب في انفجار سيارة مفخخة في حي الإعلام. وفي هجوم منفصل قتل شخص وأصيب 12 في انفجار سيارة مفخخة بموكب يقل عميداً في الجيش العراقي. وأوضح أن «الانفجار وقع بالتزامن مع مرور الموكب في منطقة الحرية ما أدى إلى مقتل احد المارة وجرح العميد و11 شخصاً اغلبهم من حماية الموكب». وجرح عميد في وزارة الداخلية بانفجار عبوة لاصقة بسيارته الخاصة في حي الصليخ (شمال)، وفقاً للمصادر. إلى ذلك، جرح اثنان من أفراد الشرطة في هجوم بأسلحة كاتمة للصوت استهدف نقطة تفتيش في حي الجهاد (غرب)، وفقاً لوزارة الداخلية.