يرى كثيرون أن الصيدليات باتت تتقمّص دور محال التجميل والسوبر ماركت والعطارة، وأن ذلك من الممكن أن يؤثر في جودة المنتجات وتداخل التخصصات من أجل الكسب المادي على حساب المستهلكين، مطالبين وزارة الصحة بالتدخل لإيقاف مثل تلك التداخلات، فيما عدّ آخرون ذلك أفضل لهم لعدم ثقتهم في شراء أجهزة وأدوات وأطعمة التخسيس من محال غير الصيدليات، ولكي يشتروا كل حاجاتهم في زمان ومكان واحد. وذكر المواطن عبدالله الحارثي أنه لم يفاجأ عندما قصد إحدى الصيدليات من وجود سيارة توزيع تابعة لشركة تنزل نسبة كبيرة من منتجات التجميل التجارية، ليقوم مشرفو وعمال الصيدلية بصفها على الأرفف، وقال:"الغريب في الأمر يكمن في صمت وزارة الصحة على هذه التجاوزات، كما أنني لاحظت أثناء شرائي الدواء أن رفوف الأدوات أياً كانت مثبتات للشعر أو الألوان أو حتى الأدوات التعقيمية والعطرية كالشامبو والعطورات، تفوق نسبتها الأدوية التي تعد مسؤولية بيعها جزءاً لا يتجزأ من مهام الصيدلية". أما خالد فهد 20عاماً فقال:"تجاوز وزني ال100 كغم، ووجدت ضالتي لتخفيف نسبة من شحوم لدي في إحدى الصيدليات القريبة، بعد أن كنت اشتري الشاي الأخضر والسكاكر الخاصة بالتخسيس وبعضاً من البسكويت الصحي من محل للعطارة، لأن الصيدليات تبيعها بصورة آمنة ومرخصة مقارنة بالمحال التجارية التي يعلو منتجاتها الغبار وتشتهر بسوء تخزين بضاعتها، إضافة إلى وقوعها في شباك المقلد". وفي ما يتعلق بتزايد عدد الصيدليات بصورة مبالغ فيها، أشار إلى أنه على رغم توافر صيدلية كبيرة على الشارع العام القريب من منزله، إلا أن ذلك لم يمنع قيام صيدليتين أخريين على الشارع ذاته ومزاولة البيع لسكان المنطقة،"ما دفع الكثير من الناس إلى إشعال روح التنافس بينها بالبحث عن الخدمة والمنتجات الأفضل". وذكرت أم محمد 40عاماً أن تقمص الكثير من الصيدليات دور مراكز التجميل وصالونات الكوافير بتبنيها عدداً من المنتجات الكمالية والبضائع التجارية التي لا تعد من ضمن اختصاصاتها، أسهم في فقد ثقة الزبون بتلك الصيدليات،"بل ان تطاولها وتجاوزها لنشاطها المفترض وتضاعف إيراداتها جعلها تتكاثر وتوجد في كل شارع"، مطالبة بتخصيص محال لتوفير المستلزمات الطبية، وأخرى تتبنى بيع الأدوية وثالث يتخصص في عرض منتجات التخسيس وغيرها. ولفتت هدير العقيل 16عاماً إلى أنها لا ترى بأساً في استحواذ الصيدليات على ما ليس من اختصاصها. وقالت:"لا أرى ضرراً مترتباً على بيع الصيدليات منتجات أخرى غير ما تختص به... بل على العكس ان شموليتها لعدد من الأغراض واحتواءها الكثير من الكماليات يدفعان أمثالي للتسوق بين زواياها وشراء جل الحاجات مرة واحدة ومن مكان واحد، بدلاً من الذهاب لمحال تجارية في أماكن مختلفة ألحقت أشعة الشمس الضرر الكبير بمنتجاتها". من جانبه، أشار الصيدلي سيف حامد إلى أنه يؤيد قصر عمل الصيدليات على بيع الأدوية والأدوات الطبية البحتة، وأنه من الأجدى أن يتم فصل البضاعة التجارية عن نظيرتها الطبية في محال أخرى تحت مسمى مستلزمات طبية ومستحضرات صحية، لكي تتفرغ الصيدليات لبيع ما فتحت من أجله من أدوية وعقاقير طبية، مطالباً وزارة الصحة بسن قانون واضح يلزم جميع الصيدليات بمزاولة بيع الأغراض الطبية البحتة فقط، ووضع مراقبين للتأكد من حقيقة التزامها،"لأن الملتزمين بعدم بيع ما لا علاقة للصيدليات به سيتضررون ويخسرون في مقابل وجود صيدليات متجاوزة وشاملة لبيع ما يخصها وما لا يخصها". بينما لفت الصيدلي محمد نور إلى أن الصيدلية هي المكان الأنسب والأمثل لبيع منتجات التخسيس كالشاي الأخضر وأنواع معينة من السكاكر،"لأن شراء المريض لأي منها يتطلب توجيهاً معيناً من الصيدلي بالكمية وعدد المرات"، مشيراً إلى أن هناك الكثير من أنواع الشامبو وكريمات تفتيح وتقشير البشرة تتطلب عدداً من الملاحظات والنصائح التي يقدمها الصيدلي للمريض قبل وبعد وضعها على الجلد، وأنه لا حقيقة لاستئجار بعض شركات التجميل لأرفف في الصيدليات لتسويق منتجاتها،"ولكن الأخيرة تشتري المستحضرات التجميلية بشكل دوري".