علمت"الحياة"أن الجهات المختصة ألزمت الأجهزة الحكومية، والمؤسسات العامة بضرورة الحرص على أن تكون الهدايا المقدمة لضيوفها تذكارية تحاكي تراث المملكة، وذات قيمة رمزية من المصنوعات التقليدية الوطنية، أو المنتجات المحلية ما أمكن ذلك. وبحسب مصادر مطلعة فإن هذا القرار يأتي بعد أن تقدمت هيئة السياحة والآثار باقتراح ينص:"أن تكون الهدايا التي تقدم للأشخاص والضيوف الأجانب من منتجات الحرف والصناعات اليدوية التي تنتجها مؤسسات القطاع الخاص في المملكة والجمعيات الخيرية والأسر وذلك لإبراز ما تحظى به المملكة من إرث حضاري متنوع ودعم لمنتجات الحرف المتميزة". من جانبه، قدر عضو لجنة السياحة في الغرفة التجارية الصناعية في جدة سمير قمصاني حجم سوق الهدايا في السعودية بما يعادل 500 مليون ريال سنوياً، وقال ل"الحياة":"إن قطاع الهدايا يعد من القطاعات المهمة في السعودية، ويشهد نمواً كبيراً في السنوات الأخيرة". معللاً ذلك بأن القطاعات في السعودية أصبح لديها وعي كبير بأهمية الشكر والثناء والتقدير ما أسهم في ارتفاع معدلات نمو هذه السوق أخيراً. وأضاف:"القرار جيد، وكنا نأمل في إصدار مثل هذا القرار منذ فترة، خصوصاً وأن أفضل الهدايا التي تقدم للضيوف هي ما تحمل بصمة هذا الوطن وتراثه، إذ تحمل هذه الهدايا روحاً ونكهةً لأصالة هذا البلد والحضارة التي وصلنا إليها اليوم". واستغرب قمصاني تقديم بعض الجهات لضيوفها هدايا تمثل حضارة وتراث دولٍ أخرى،"بخلاف ما هو موجود في دول العالم كافة والتي تحرص كل منها على حصر هداياها بما يتعلق بإرث البلد التاريخي والحضاري". وزاد:"سيسهم القرار في خلق فرص وظيفية للسعوديين، خصوصاً وأن مثل هذه الهدايا تعتمد على الصناعة اليدوية من قبل حرفيين متخصصين من أبناء البلد". ولفت إلى أن عمليات التصنيع المحلية للهدايا التراثية ستخلق بيئة تنافسية بين المتخصصين في مثل هذه الصناعات، ما سيجعلنا نصل إلى صناعة ذات جودة عالية، وقال:"تزايد الطلب على تصنيع الهدايا التذكارية سيمنح فرصاً للابتكار ما ينعكس إيجاباً على رفع قدرات المواهب السعودية، وتنميتها للأفضل إذ لن يستطيع تجسيم فكر الوطن إلا ابن الوطن". وأكد قمصاني أن القرار سيعمل على المحافظة على الإرث التاريخي والحضاري للسعودية، وقال:"لدينا الكثير من المنجزات المدنية، خصوصاً في ما يتعلق بالمجسمات الفنية، فلدينا عدد من الابتكارات الفنية والمجسمات التي سجلت عالمياً من خلال موسوعة"غينيس". منوهاً بأن وجود اختلاف في الرؤى من خلال تقديم هدايا وتذكارات متنوعة للزوار والضيوف، سيسهم في نشر الثقافة السعودية وتراثها.