أكد أكاديمي مختص بالتراث أن الهدايا التذكارية في الأسواق السعودية تفتقد الخامات المحلية المستخلصة من الموارد الطبيعية بالمملكة مشيرًا إلى أن التجار والوسطاء يتفقون على إنتاج أنواع رخيصة من سجاد الصلاة والثياب وأغطية الرأس وأشكال الفوانيس والألعاب كهدايا تباع للحجاج والمعتمرين. وأوضح الدكتور فهد علي الحسين الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود قسم إدارة موارد التراث والإرشاد السياحي أن نحو 90% من الهدايا المعروضة في الأسواق السعودية مستورد من الصين وتايوان بقيمة تبلغ نحو 30 مليار ريال تمثل مشتريات موسم الحج وحده نحو 4 مليار ريال. إن ندرة أشكال الهدايا والتذكارات المصنعة من خامات محلية مستخلصة من الموارد الطبيعية بالمملكة العربية السعودية وذات تصاميم تعبر عن تراث الثقافات والفنون المحلية يعد خسارة كبيرة في الترويج والدعاية للتراث الحضاري الذي تمتلكه السعودية وهو تراث أصيل يرتبط بجذوره بتراث إسلامي قديم امتزج بفنون شعبية موروثة. ورغم التزام الهيئة العامة للسياحة والآثار بمعالجة الغياب شبه التام لأشكال الهدايا والتذكارات المصنعة من الموروث المحلي بتبينها خطة وطنية إستراتيجية لتأهيل وتطوير الحرف اليدوية، وهي خطة أقرت من قبل مقام مجلس الوزراء خلال هذا العام 1433ه/2012 م، ومن المتوقع أن الإسراع في تنفيذ هذه الخطة أن تصبح الحرف والصناعات التقليدية في موقف أفضل، ويكون أمامها فرصة أكبر لتطوير هدايا وتذكارات محلية تخدم أهداف النشا ط السياحي. ويستلزم معالجة هذا الوضع في الوقت الراهن العمل على سرعة تبني سياسات تسويقية تستهدف سوق هدايا الحج والعمرة في كل مكةالمكرمة، والمدينة المنورة، وجدة، وإجراء دراسات تهدف إلى التعرف على الهدايا والمنتجات التي تلقى طلب متزايداً من الحجاج والمعتمرين ودراسة الدوافع العامة لاقتناء السلع التذكارية والهدايا، والتعرف على خصائصها الأكثر جاذبية، وتطوير تصاميم وأشكال من الهدايا والسلع المستخلصة من النراث السعودي، وتستجيب لنمو الطلب على هذا النوع من السلع، إضافة إلى تخصيص مراكز تسويق وبازارات خاصة بالهدايا والتذكارات والمشغولات اليدوية يمكن أن تدعم بمنتجات الأسر المنتجة. من جهة أخرى يجوب الحجاج والمعتمرون الأسواق بولع خاص بحثاً عن هدايا وتذكارات مميزة تعبر عن التراث الثقافي السعودي الهائل الذي تزخر به بلاد الحرمين، وتحمل تصاميم وعبق رائحة الأرض المباركة، إن القليل الذي يجده هؤلاء لا يزيد على المعروض من أعواد السواك، وحبات تمر النخيل، والملابس التراثية، وبعض المشغولات اليدوية، وهي أنواع يمكن أن تدخل تحت مسمى منتجات الحرف السياحية. بينما يحمل الحاج بمجموعة من هدايا الحكومة السعودية ومنها على سبيل المثال نسخة أنيقة من المصحف الشريف طباعة مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة وعينات من ماء زمزم.