قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر:"التمسوها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان"، ونظراً لاختلاف التقويم بين البلاد الإسلامية، فتختلف الليالي الوتر من بلد إلى آخر، فمثلاً لو حصل اختلاف بين مصر والسعودية في بداية الشهر، فتكون الليالي الوتر بمصر ليست وتراً في السعودية، فكيف يكون ذلك؟ وهل ليلة القدر هي واحدة فقط؟ - الذي يظهر لي ليلة القدر لا تتكرر، وإنما هي ليلة واحدة في السنة، والنبي - صلى الله عليه وسلم- قال:"التمسوها في العشر الأواخر في الوتر"رواه البخاري 2016، ومسلم 1167 من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه-، فكل العشر محل لأن تقع فيها ليلة القدر من وتر وغيره، وهو لما قال:"في الوتر"، لم يلغ الالتماس في غير الوتر، كما أنه قال:"التمسوها ليلة سبع وعشرين"انظر ما رواه مسلم 762 من حديث أُبي بن كعب-رضي الله عنه- أو:"أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر"رواه البخاري 2015، ومسلم 1165 من حديث ابن عمر-رضي الله عنهما-"، وقال:"التمسوها في سبع يمضين، أو سبع يبقين"انظر ما رواه البخاري 2021. وهذا اللفظ عند أحمد 2539، من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-، وهذا يختلف من الشهر كونه تسعاً وعشرين أو ثلاثين، وعلى هذا فهي ليلة واحدة، فإذا كانت -مثلاً- ليلة السبع والعشرين في السعودية فهي ليلة ثمان وعشرين في مصر، أو إذا كانت ليلة سبع وعشرين في مصر فهي ليلة ست وعشرين في السعودية، والإنسان مطلوب منه أن يجتهد في العشر كلها، وهي ليلة خفية لم يعلم ما هي بالتحديد، ولهذا كان -عليه الصلاة والسلام- يعتكف في العشر الأواخر"طلباً لثوابها وإدراكها، وهو على حال يكون فيها أحسن ما يكون من التقرب إلى الله -تعالى- وحسن المناجاة له. والله ولي التوفيق. الدكتور سليمان بن وائل التويجري عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى نظراً لظروف عملي فإني لا أستطيع الاعتكاف طيلة العشر الأواخر، فهل يجوز لي أن أعتكف يوماً أو يومين؟. - نعم لا بأس أن يعتكف الإنسان يوماً أو يومين، فأقل الاعتكاف يوم أو ليلة"كما ورد أن عمر -رضي الله عنه- سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نذر أن يعتكف ليلة في المسجد الحرام، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:"أوف بنذرك"، فأقل الاعتكاف يوم أو ليلة، هذا ما ورد في الشرع، لكن السنة يعتكف العشر كاملة. خالد بن علي المشيقح عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم