دائماً ما يتردد على مسامعي، سواء كنت أنا المخاطب أم غيري، عبارة"لا تتفلسف"، وبناءً على سماعي لهذه الكلمة منذ نعومة أظافري تولد بداخلي شعور لا إيرادي هو أن الفيلسوف رجل لا يفقه أي شيء، إنما يجيب عن أي سؤال بجهل ومن دون علم بالمراد به، فمعظمنا نلنا لقب"فيلسوف"، ولكن كيف نلناه؟ عندما نتناقش في أي قضية كانت ولمجرد أنك اعترضت أو كان لك وجهة نظر مختلفة، وفي معظم الأحيان تكون هي الصحيحة، يثور"أبو ضحكة جنان"ويكفهر وجهه وهو يردد"لا تتفلسف على رؤوسنا"، مع الأسف أننا لا نفقه أساساً ما معنى الفلسفة؟ ومن هم الفلاسفة؟ ولا مهية الفكر؟ و ماذا فعلوا وأنجزوا وحركوا أو غيروا؟ أؤمن بأن الفلاسفة كان لهم فضل عظيم بعد الله سبحانه وتعالى في وضع أسس الحياة البشرية، سواء كانت للفرد أو المواطن والمجتمع، والعاطل والباطل، والغبي والذكي، والغني والفقير، والجاهل والمتعلم والكل بلا أي استثناء. أضحكني صديقي ذات يوم وهو يحكي لي قصة فيلسوف سألوه عن معنى الفلسفة فأجابهم"الفلسفة تحتاج إلى فلسفة". لو تمكنا من هذه اللحظة من وضع أسس، سواء في المناهج التعليمية أو المراحل المتقدمة في الجامعة والدراسات العليا، عن مفهوم الفلسفة ومهية تعليمها، فأنا على يقين تام بأننا بعد 25 عاماً لن نجد هناك من يقف في أي"طابور"بشكل مخالف. نايف المطلق - الطائف [email protected]