اعترفت وزارة التربية والتعليم السعودية أخيراً بأن منتجات مشروع الكتب الدراسية المخصصة لمواد الرياضيات والعلوم الطبيعية التي وزعت على الطلاب والطالبات ينتابها كثير من القصور والضعف، مؤكدةً أنها تخضعها حالياً للمراجعة والتعديل والتطوير حتى يتم تلافي أوجه القصور بها ومن ثم اعتماد النسخ النهائية. وأكدت الوزارة في خطابات سرية وجهتها إلى إدارات التربية والتعليم في مختلف المناطق أن الطبعة المعممة للعام الدراسي 1430/1431ه من المقررات الدراسية وكتب النشاط وأدلة المعلم أو المعلمة طبعة تجريبية وليست نهائية، مشيرةً إلى أن الطبعات المعدلة ستأتي تباعاً ثم تلحقها الطبعة النهائية التي سيتم العمل بها. وشددت"التربية والتعليم"على أهمية استفادة المدارس والإدارات التعليمية من الكتب الموزعة حالياً لتضمنها نماذج منوعة من الأسئلة والاختبارات المقننة التي ترد بعد الدروس أو في نهاية الملخصات، منبهة إياها إلى ضرورة التزود منها خصوصاً في ما يتعلق بشأن التدريبات التطبيقية التي تعقب كل درس في المادتين العلميتين. وأوضحت أن خطابها يأتي رداً على عدد من الاستفسارات التي وردتها من عدد من إدارات التربية والتعليم في بعض المناطق السعودية، لافتةً إلى أن معظم الاستفسارات الواردة تركزت على طرق التقويم المدرسي لمواد مشروع التطوير خلال العام الدراسي الحالي. وأشارت"الوزارة"في هذا الخصوص إلى أن تقويم الطلاب والطالبات في مادتي الرياضيات والعلوم لصفوف المرحلة الابتدائية سيكون وفق نظام التقويم المستمر للمهارات المضمنة في الكتب الدراسية، لافتةً إلى أنها زودت الإدارات بتلك المهارات في وقت سابق من العام الدراسي الماضي 1429/1430 ه. وكانت مصادر تعليمية أكدت ل"الحياة"أن هناك بعض الملاحظات التي سجلت على الكتب المدرسية الجديدة لمواد تطوير العلوم والرياضيات، كخلوها تماماً من المعرفة الوظيفية، وربط العلم وتطبيقاته التقنية بحياة الإنسان. إضافةً إلى خلوها من إظهار العلاقة بين العلم والمجتمع، وإبراز القضايا الناجمة عن التفاعل بينهما والمؤثرة على الفرد والمجتمع. وكشفت اكتناف الغموض لبعض أهداف الكتب،"كالأهداف المتعلقة بإكساب التلاميذ الاتجاهات والميول والقيم العلمية المناسبة، نظرًا لعدم تحديد المقصود بالمفاهيم الواردة في الهدف ما يجعلها مبهمة قابلة لأي تأويل أو تفسير". وشددت"التربية والتعليم"على أن معظم الكتب تأخذ في الاعتبار خصائص المجتمعات العربية وحاجاتها وحاجات المتعلمين، ما جعل من تحقيقها أمرًا صعبًا.