انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    «الأونروا» : النهب يفاقم مأساة غزة مع اقتراب شبح المجاعة    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    م. الرميح رئيساً لبلدية الخرج    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    «الأنسنة» في تطوير الرياض رؤية حضارية    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    إطلالة على الزمن القديم    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    صرخة طفلة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة "الموظف الصغير" احتفالاً بيوم الطفل العالمي    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شدد على إحداث نقلة نوعية في التعليم لمواكبة التطورات العالمية . مدير تطوير مناهج "التربية" ل "الحياة": عملنا لا يخضع لتأثيرات خارجية وننطلق فيه من الحاجة المحلية وآراء خادم الحرمين الشريفين
نشر في الحياة يوم 01 - 02 - 2006

أكد المدير العام لإدارة تطوير المناهج في وزارة التربية والتعليم الدكتور سعود بن حسين الزهراني أن تطوير المناهج التعليمية في المملكة نتج من رغبة ملحة للوفاء بالحاجات الوطنية والاجتماعية. ونفى أن تكون وراء هذا التوجه"تأثيرات خارجية". وأوضح أن عمليات التطوير انطلقت من الحاجة المحلية ومن الاستراتيجيات الوطنية ومن سياسة التعليم ومن وثيقة الآراء لخادم الحرمين الشريفين ومن توصيات المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وشدد في حديث إلى"الحياة"على أن ما يوجه إلى مناهجنا التعليمية من اتهامات من الداخل أو الخارج لا يقوم على أدلة علمية. وأشار إلى أن تطوير المناهج يركز على التوعية الأمنية التي يتوقع أن تسهم في ضبط سلوكيات الطلاب وتزويدهم بالمعارف والخبرات والمهارات اللازمة للمحافظة على الأمن والإسهام في تحقيقه على مستوى المجتمع والوطن. وذكر أن من أهم أهداف التطوير إحداث نقلة نوعية في التعليم من خلال إجراء تعديل نوعي وجذري في المناهج لمواكبة الوتيرة السريعة للتطورات المحلية والعالمية خدمة للفرد والمجتمع، ومراعاة حقوق الإنسان، ونبذ العنف والإرهاب والتطرف.
وفي ما يأتي نص الحوار:
أكد خادم الحرمين الشريفين في كلمته التي ألقاها في افتتاح مؤتمر القمة الإسلامي في مكة المكرمة على دور المناهج التعليمية في تطور المجتمعات... كيف تنظرون إلى اهتمامه بالمناهج؟ وما الجديد محلياً في مجال تطوير المناهج؟
- تتبنى وزارة التربية والتعليم مشروعاً لتطوير المناهج التعليمية ينطلق من رؤية تربوية محتواها تخريج طلاب وطالبات مزودين بالقيم الإسلامية، معرفةً وممارسةً، ومكتسبين للمعارف والمهارات والاتجاهات النافعة، وقادرين على التفاعل الإيجابي مع المتغيرات الحديثة والتعامل مع التقنيات المتطورة بكل كفاية ومرونة، وعلى المنافسة العالمية في المجالات العلمية والعملية، والمشاركة الإيجابية في حركة التنمية الشاملة. وعلى ذلك تم المضي في تطبيق خطط استراتيجية مدروسة لتوحيد المناهج التعليمية التي تتطلب ذلك، وفق الرؤية التربوية للوزارة وللمناهج، ووفق خصائص الناشئة من الطلاب والطالبات. والتخطيط لهذا المشروع بدأ قبل سنوات عدة، ونفذت منه مرحلة التخطيط والإعداد والتهيئة، ومرحلة إعداد وثائق المناهج الدراسية وتشكيل الفرق العلمية وفرق التأليف وتدريبها. وبلغ المشروع في الوقت الحالي مرحلته الثالثة، وهي مرحلة تأليف المواد التعليمية والمواد المصاحبة والوسائط التعليمية المتنوعة. ووفق خطط المشروع سيتم تجريب المنتجات التعليمية للمشروع المتعلقة بالحلقة الأولى من المرحلة الثالثة في العام التالي للانتهاء منها، والتأكد من توفير جميع متطلباتها، وبخاصة تلك المتعلقة بتطوير استراتيجيات التدريس وتدريب القائمين على عمليات التعليم من مشرفين تربويين وإداريين ومعلمين وتطوير برامج النشاط الطلابي، وبرامج الإرشاد والتوجيه، وتنفيذ الحملة الإعلامية للتوعية بالمشروع وأهدافه وأساليبه ومردوداته الإيجابية على المجتمع وبرامج التنمية والمواطنة الصالحة وسلوكيات الدارسين وربطهم بالمستقبل بمواصفاته المتغيرة.
ولا يخفى على المتابعين مدى الحاجة في الوقت الراهن وفي المستقبل إلى مناهج متطورة تتواكب مع المتغيرات الداخلية والخارجية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي مجال المعلوماتية والتقنيات التربوية، تحافظ على الهوية والثوابت الوطنية وتهتم بالقيم الإسلامية السامية المؤكدة على الوسطية والتسامح والحوار وتقبل التعايش في مجتمع عالمي متعدد الثقافات والحضارات، وتهتم بالتعلم وتنويع مصادره، وبالمهارات الحياتية اللازمة وبتفعيل دور المتعلمين في بيئات تربوية نشطة وفاعلة، وبدمج التقنية في التعليم، ودمج المفاهيم التربوية المعاصرة في المناهج الدراسية للحفاظ على البيئة والصحة العامة والأمن والسلامة ومراعاة حقوق الإنسان، ونبذ العنف والإرهاب والتطرف.
إلى أي مستوى بلغت إنجازات هذا المشروع؟ ومتى يتم تطبيق خططه الدراسية؟
- تفيد التقارير الدورية لمتابعة أعمال التأليف في المشاريع التي تشرف عليها بعض إدارات التربية والتعليم أن أعمال التأليف للحلقة الأولى انتهت وقطعت اللجان العلمية أشواطاً متقدمة في مراجعة المواد التعليمية المؤلفة، ويتم الآن التصميم التعليمي لمحتوياتها استعداداً لطباعتها وإخراج المنتجات في شكلها النهائي، ولا تزال الأعمال مستمرة. وخططنا المستقبلية تتضمن توفير متطلبات التجريب من تدريب وتهيئة وتوعية وتوفير الإمكانات المطلوبة، وندعو الله أن يوفقنا في المرحلة المقبلة، للوفاء بما تعهدنا بتقديمه لأبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات من مناهج مميزة ومنافسة تساعد على إحداث نقلة نوعية في التعليم والتعلم وإعداد الناشئة للحياة وسوق العمل والتربية المستدامة. ويتوقع أن يتم شمول تعميم تطبيق الخطط الدراسية الجديدة للمشروع في مدارس المرحلتين الابتدائية والمتوسطة للبنين والبنات مع مطلع العام الدراسي 1430-1431ه.
لماذا اختارت وزارة التربية والتعليم أسلوب المناهج المتكاملة؟
- يعتبر التكامل أحد الأساليب المعاصرة للربط بين المواضيع الدراسية، وهو أسلوب يقوم على تأكيد العلاقة الأفقية بين خبرات المناهج أو أجزاء المحتوى الدراسي لمساعدة المتعلم على بناء نظرة أكثر شمولاً ووضوحاً وتوحداً توجه سلوكه وتعامله بفعالية مع مشكلات الحياة، وتتجه غالبية النظم التربوية والتعليمية نحو الأخذ بهذا الأسلوب، واختارت وزارة التربية والتعليم أسلوب التكامل بين المواد في كل مجال وذلك لتميزه على الأساليب الأخرى، ولما يتميز به من مميزات أهمها الآتي:
إزالة الحواجز بين مكونات المقررات الدراسية لتشكيل نسق موحد ومتكامل من فروع المعرفة، توفير مجموعة من الروابط العلمية المحورية بين فروع المعرفة لتحقيق التكامل بين أجزائها، الحد من تعدد المواد الدراسية المنفصلة في الفصل الدراسي الواحد، والتي يشتكي منها الطلاب وأولياء أمورهم من خلال تكامل حقائقها ومهاراتها واتجاهاتها وقيمها.
ما مدى التنسيق مع الجامعات وبيوت الخبرة للمشاركة في المشروع؟
- انتهج المشروع الشامل لتطوير المناهج منذ بدايات التخطيط له من عام 1419ه منهج الإفادة من جميع الخبرات المحلية والإقليمية والدولية المتاحة والإفادة من بيوت الخبرة في الداخل والخارج بما يحقق الأهداف العامة والخاصة للمشروع، والتزم المسؤولين عن المشروع بالإفادة من بيوت الخبرة المحلية المتمثلة في الجامعات السعودية وكليات المعلمين وفي المؤسسات الأهلية، تنفيذًا لمبدأ الشراكة مع المجتمع من أجل التطوير الشامل المستهدف، ولذلك فإن كثيراً من الخبراء والمتخصصين من أعضاء هيئة التدريس في كليات المعلمين وفي الجامعات هم أعضاء في اللجان العلمية والأسر الوطنية وفرق التأليف ومشاركين فاعلين في عمليات التدريب والتحكيم والمراجعة والتدقيق، ولا غنى للوزارة عن الإفادة من خبراتهم الثرية في التخصصات المختلفة، ولهذا فإن علاقة الشراكة بين الوزارة وبيوت الخبرة ستستمر، بعون الله تعالى في ما يحقق النقلة النوعية في تطوير المناهج التعليمية.
هل تمت الاستجابة للتأثيرات الخارجية بتقليص مواد العلوم الشرعية وحذف بعض المواضيع فيها؟
- أكدت أن تطوير المناهج التعليمية في المملكة نتج من رغبة ملحة للوفاء بالحاجات الوطنية والاجتماعية وحاجات المتعلمين من أبنائنا الطلاب والطالبات، وقد بدأت عمليات التطوير في وقت لم تتعرض فيه المملكة لأي تأثيرات خارجية، وهدفها إحداث نقلة نوعية في مخرجات التعليم بما يتوافق مع الطموحات الوطنية، وجميع عمليات تطوير المناهج كما ذكرت انطلقت من الحاجة المحلية ومن الاستراتيجيات الوطنية ومن سياسة التعليم ومن وثيقة الآراء لخادم الحرمين الشريفين ومن توصيات المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وما حدث من تطوير في مواد العلوم الشرعية استهدف التكامل في ما بينها والتكامل مع المواد الدراسية الأخرى والتركيز على القيم فيها وتنشيط دور المتعلم للتعلم، ولم يحدث تقليص في الحجم أو المحتوى، والذي حدث هو العمل من خلالها على تكامل المعرفة بجزئياتها ومجالاتها المتنوعة واختيار ما يتلاءم مع مستوى نضج التلاميذ وما يتناسب مع الواقع المعاش والتغيرات المتطورة في المعاملات الاجتماعية، وقام على عمليات التطوير متخصصون موثوق بكفايتهم وعقيدتهم واستشرافهم لحاجات الجيل المقبل الذي تبنى المناهج التعليمية لتربيته وتعليمه.
ينادي البعض بإدخال مادة للتربية الأخلاقية في الخطط الدراسية... ماذا اتخذت الوزارة حيال ذلك؟
- تُغبط المملكة العربية السعودية على اهتمامها بالتربية الأخلاقية الإسلامية السامية المضمنة في مناهج التعليم العام للبنين والبنات في مواد العلوم الشرعية والتي تشكل في الخطط الدراسية نسبة تتراوح بين 14 و 28 في المئة.
ونحن نفخر بأن مناهجنا تحافظ على عقيدتنا وهويتنا بصفتنا بلد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومنبع الرسالة الإسلامية السامية وقادة الفكر الإسلامي المتسامح والوسطي.
وشريعتنا الإسلامية، ولله الحمد، تتضمن أسمى التوجيهات الأخلاقية الموجهة للعلاقات الاجتماعية والأسرية والزوجية، ومنها الترغيب في العلاقات المباحة والتخويف من العلاقات المحرمة، وما يترتب عليها من آثام ومن أمراض فتّاكة. ومناهج العلوم الشرعية في التعليم العام تتضمن مجموعة من القيم الإسلامية السامية الموجهة للعلاقات الاجتماعية بما فيها العلاقات المباحة وفق المنظور الإسلامي.
هل لدى الوزارة اهتمام بإدراج مادة للتربية المهنية والتربية الأمنية في الخطط الدراسية للبنين والبنات؟
- لقناعة المسؤولين عن تطوير المناهج التعليمية بأهمية التربية المهنية وإدراجها ضمن الخطط الدراسية تضمنت الخطط الدراسية المطورة وفق منهج التكامل مادة للتربية الفنية والمهنية للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة للبنين والبنات، وأعدت وثيقة المنهج لهذه المادة، وعمليات التأليف فرغت من تأليف المادة لصفوف الحلقة الأولى، وهي تتضمن جوانب مشرقة من التدريبات والمهارات الفنية والمهنية، وفيها وفي المواد الأخرى المضمنة في الخطة الدراسية تركيز على تكوين الاتجاهات الإيجابية نحو ممارسة المهن الشريفة وتقديرها. أما ما يتعلق بالتربية الأمنية فهي مشمولة في المناهج المقررة من خلال مقرر التربية الوطنية، كما هي مشمولة في مناهج الاجتماعيات المطورة بأسلوب التكامل ضمن المشروع الشامل لتطوير المناهج، إذ خصصت في مقررات التربية الاجتماعية والوطنية للمرحلة الابتدائية ومقررات الدراسات الاجتماعية والوطنية للبنين والبنات وحدات تعليمية تتعلق بالتوعية الأمنية المتوقع إسهامها في ضبط سلوكيات الطلاب وتزويدهم بالمعارف والخبرات والمهارات اللازمة للمحافظة على الأمن والإسهام في تحقيقه على مستوى المجتمع والوطن.
يتهم البعض مناهجنا بأنها تفرخ الإرهاب والتطرف... ما تعليقكم؟
- أرى أن ما يوجه إلى مناهجنا التعليمية من اتهامات من الداخل أو الخارج لا يقوم على أدلة علمية وهي موجة حركتها مجموعة من الفئات ذات الأهداف الخفية استلت مجموعة من النصوص ونزعتها عن سياقها العلمي، لتبرر وجود بعض نواحي القصور في مناهجنا، ونحن لا ننفي وجود نواحي قصور ممكنة، وإلا لما جاءت الحاجة للتطوير، إلا أنه من غير المنطقي تصديق ما ترمى به المناهج التعليمية بخاصة في ما يتصل بالتطرف والإرهاب. إن إلقاء التبعات كلما حدثت مشكلات اجتماعية على المناهج التعليمية فيه تجن وظلم، فالمناهج أحد المؤثرات وليس كلها، ومع ذلك فالوزارة حريصة على مراجعة المناهج وتقويمها وتطويرها بما يحقق الاعتدال والوسطية ونبذ العنف والإرهاب والتطرف، ومناهجنا التعليمية ولله الحمد تتضمن سلسلة من القيم الداعمة للسلوكيات الإيجابية والاتجاهات المعتدلة. وهناك توجيهات غير مباشرة داخل المناهج التعليمية تساعد على تحصين الناشئة من التأثيرات الجانبية المتعارضة مع المنهج، سواء كانت تنشأ من مناهج خفية أم من وسائل تثقيف بارزة وظاهرة ويمتلئ الفضاء بها اليوم، ويقع على عاتق الشركاء في التربية من أسرة ووسائل إعلام وتثقيف ما يقع على المناهج من مسؤولية تجاه التحصين والحماية من المؤثرات الهادمة.
ما الجديد من أجل إقرار المناهج الالكترونية؟
- سبق أن ذكرت أن المشروع الشامل لتطوير المناهج يعنى بدمج التقنية في المناهج التعليمية وفي التعليم، ويتم تضمين أساليب تعلم باستخدام الوسائط الالكترونية في جميع المناهج التعليمية المطورة، فضلاً عن إقرار مادة الحاسب وتقنية المعلومات في الخطة الدراسية للمرحلة المتوسطة للبنين والبنات، ومن ضمن المواد التعليمية المصاحبة إنتاج المنهج الرقمي لجميع المواد الدراسية وجعلها متاحة لجميع الطلاب والطالبات من طريق الأقراص المرنة أو من طريق نافذة على الإنترنت. كما يتم تصميم مواقع تفاعلية للأنشطة التعليمية المقررة، ليتاح استخدامها داخل الموقف التعليمي، وتم تجريب مجموعة من أساليب التعلم الالكتروني من الوزارة بعد أن تم إنتاج مواده ومحتواه في الإدارة العامة لتطوير التقنيات التعليمية والمعلوماتية. وشاركت مجموعة من إدارات التربية والتعليم مع الوزارة في تجريب مجموعة من أساليب التعلم الالكتروني، والاتجاه نحو تعميمها مع تطبيق منتجات المشروع الشامل لتطوير المناهج التعليمية، إيمانًا من الوزارة بأن المستقبل لهذا النوع من التعليم.
عمل مشترك مع الخبراء والمتخصصين في الجامعات السعودية
يُعد المشروع الشامل لتطوير المناهج بجميع عناصره الهدف الذي تسعى إليه"الوزارة"، لتحقيق نقلة نوعية في التعليم بالمملكة، تقوم على الأساليب العلمية والتجارب التربوية المتطورة، والعمل المشترك مع الخبراء والمتخصصين من الجامعات السعودية والمؤسسات الأهلية وشركاء المسؤولية من أفراد المجتمع. ويشمل هذا المشروع جوانب عدة من المنهج تتمثل في المعلم، والبيئة المدرسية، وتقنيات التعليم، والنشاط الطلابي. ويشمل المشروع إعداد المواد التعليمية بما فيها كتاب الطالب وكتاب النشاط وكتاب المعلم وأقراص مدمجة تفاعلية ومواقع اثرائية على الإنترنت. ويهدف المشروع الشامل لتطوير المناهج إلى الآتي: إحداث نقلة نوعية في التعليم من خلال إجراء تعديل نوعي وجذري في المناهج، لمواكبة الوتيرة السريعة للتطورات المحلية والعالمية خدمة للفرد والمجتمع، توفير وسيلة فعالة لتحقيق غايات التعليم على نحو تكاملي فعال. كما يهدف إلى إيجاد تفاعل واع مع التطورات التقنية المعاصرة ودمج التقنية في التعليم، ورفع مستوى التعليم الثانوي وتنويع مساراته لتحقيق ملاءمة أكبر بين مخرجاته وما يتطلبه التعليم الجامعي من جانب وما تتطلبه سوق العمل من الجانب الآخر. ومن بين أهدافه كذلك تحديد الكفايات اللازم إكسابها للمتعلمين في كل مرحلة من مراحل التعليم، وتحقيق التكامل بين المواد الدراسية عبر المراحل الدراسية، وربط المعلومات بالحياة العملية والتقنية المعاصرة، وتضمين المناهج التوجيهات والمهارات الحديثة الإيجابية، ومنها مهارات التفكير وحل المشكلات والتعلم الذاتي والتعلم التعاوني والتعامل الجيد مع مصادر المعرفة.
وتشتمل أهداف المشروع أيضاً على ربط التعليم والتعلم بالحياة من خلال التركيز على الأمثلة العملية والواقعية المستمدة من الحياة، وتوعية الطلاب بأهمية المحافظة على البيئة وحمايتها، والمحافظة على الأمن والمشاركة في توفيره، والمحافظة على الممتلكات الخاصة والعامة وتنمية المواطنة.
كما يتميز بدمج الأنماط الصحية وتعليم حقوق الإنسان في المناهج التعليمية، وتنمية الاتجاهات والمهارات والقيم اللازمة للعمل المنتج والتشجيع على تقدير العمل المهني والمشاركة في تنميته.
وأولت"الوزارة"موضوع التفكير بجميع أنواعه اهتمامها وعنايتها، ووجهت اللجان العلمية وفرق التأليف إلى ضرورة الأخذ بهذا المبدأ عند بناء وثائق المناهج التعليمية وعند تأليف الكتب الدراسية والمواد التعليمية.
وأنجزت وكالة الوزارة للتطوير التربوي من خلال برنامج تنمية مهارات التفكير، إعداد وطباعة دليل المعلم والمعلمة لتنمية مهارات التفكير وتوزيعه على جميع إدارات التربية والتعليم في المناطق والمحافظات، ويتوقع أن يساعد على تطوير استراتيجيات التدريس وتدريب التفكير لدى الطلاب والطالبات.
ويرى الدكتور الزهراني أن المناهج المطورة ستعمل في المستقبل على تفعيل دور المتعلم وتنشيط بيئة التعلم، وستتلافى بمواصفاتها المعيارية الحشو والتلقين، وستدعم أساليب التفكير العلمي والإبداعي وحل المشكلات والتفاعل مع العملية التعليمية بأسلوب الشراكة، لا بأسلوب التلقي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.