يعتبر المحللون والمختصون أن توقف الدوري لفترة تقارب ال14 يوماً غير مؤثر بشكل كبير وسلبي على مستوى اللياقة لدى اللاعبين، خصوصاً وأن الأجهزة التدريبية لفرق دوري زين السعودي سبق وأن أخذت احتياطاتها اللازمة لضمان تجنب أية عوامل سلبية من هذا التوقف، سواء في استغلال أيام التوقف وبرمجة بعض المباريات الودية، أو من خلال «تكثيف» التدريبات اليومية، وتقسيمها على فترتين صباحية ومسائية، والاكتفاء بمناورات تدريبية ما بين لاعبي الفريق للمحافظة على «فورمة» لاعبيها بشكل مثالي، لذلك من المتوقع أن تكون أولى توقفات الدوري هذه بمثابة «نقطة» تحول لدى العديد من فرق الدوري، خصوصاً الفرق التي «تعثرت» في الأربع الجولات الماضية، وجاء هذا التوقف بمثابة «إنقاذ» موقت لأجل إعادة بعض الحسابات لدى المدربين ولاعبيهم المحليين والأجانب، وتكون فرصة التقاط الأنفاس مره أخرى قبل خوض غمار الدوري، إضافة إلى استغلال هذه الفترة «لعمل» الجلسات العلاجية «المكثفة» للاعبين المصابين، وتجهيزهم طبياً ولياقياً خلال هذه الفترة. أكبر «المتضررين» منطقياً فترة التوقف هذه ليست في مصلحة فرق الشباب والهلال والفتح على رغم قصر الفترة، فهذه الفرق تمر بمرحلة انتعاش فني، ويقدم لاعبوها مستويات فنية، مقرونة بالنتائج، فالشباب واصل انتصاراته بالفوز على الرائد في بريدة، والهلال ضرب بقوة متصدر الدوري الأهلي وبرباعية نظيفة، والفتح بهدفين في مرمى النصر في الرياض قدم «درساً» في الكفاح وعدم اليأس وهو يلعب ناقص العدد من الشوط الأول، وعلى رغم ذلك يسجل هدفين في مرمى النصر، هذه الوضعية «المثالية» التي يعيشها لاعبو هذه الفرق يقابلها تمني مدربو هذه الفرق ومسيروها بأن تستمر المباريات تباعاً من دون توقف. الأهلي المستفيد الأكبر وتعتبر أندية الرائد والأهلي والنصر أكثر الأندية «استفادة» من هذه الفترة، التي سيبحث فيها الجهازين الفني والإداري عن «تكثيف» المحاضرات النفسية مع اللاعبين، فالأهلي تلقى خسارة موجعة و«مفاجئة» بنتيجتها، خصوصاً والفريق يقدم لاعبوه مستويات لافتة مع الثلاث جولات تمكنوا من صدارة الترتيب وبشباك نظيفة، لذلك حتماً ستكون هناك «رد فعل» سلبية على اللاعبين، ولن تكون هناك فرصة أفضل من توقف الدوري لمعالجة ما يمكن علاجه، وهذا ما تم بالفعل في إجراء مباراة ودية أمام الصفاقسي التونسي أطمأن من خلالها الجهاز الفني على جاهزية العديد من اللاعبين، ولاعبي الصف الثاني، ومن جهة نادي الرائد فإن فترة التوقف تعتبر «مهمة» أمام مدرب الفريق والجهاز الإداري من أجل إعادة تجديد الثقة في لاعبي الفريق، الذين ابتعد عنهم التوفيق في المباريات الأربع، خصوصاً وهم يقدمون مستويات لافتة، لم تكن النهاية سعيدة كما حدث في مباراة النصر بالرياض والفيصلي في بريدة، ويتوقع المحللون أن يكون الرائد أحد العائدين بقوة للدوري عقب انتهاء هذه الفترة، التي ربما تشهد «انتفاضة» حقيقية نحو تحقيق الانتصارات المتوالية، ويعتبر فريق النصر مستفيداً كذلك من هذه الفترة، خصوصاً عقب «صدمة» مباراة الفتح، التي ألقت بظلالها السلبي على جميع النصراويين، إلى أن وصل الحال بأن يهاجم المدرب لاعبيه إعلامياً؟ إذا يعتبر النصر منطقياً أحد المستفيدين من هذا التوقف، وقد يتغير الحال لوضع فني تتغير معه نتائج الفريق. غموض فرق «القاع» يحوم «الغموض» حول قدرة أندية نجران والأنصار والقادسية وهجر، من الاستفادة بشكل مثالي من فترة «التوقف» فالقدرات المتوافرة في هذه الأندية من محليين وأجانب ربما لا تساعد على عمل «قفزة» كبيرة، سواء في المستوى الفني أو على مستوى النتائج، وعلى رغم ذلك تظل «رد الفعل» متوقعة من هذه الأندية، خصوصاً وأن الفوارق الفنية من المركز الخامس تبدو قريبة إلى حد كبير، وستظل الصراعات قائمة بين هذه الأندية للهروب من قاع الترتيب، وقد يستثنى فريق هجر إلى حد كبير نظير ما قدمه لاعبوه من مستوى لافت مع أولى الجولات، إلا أن «الاختبار» الحقيقي سيأتي مع الجولات الماضية. الاتفاق والتراجع عاشت أندية الاتفاق والفيصلي التعاون قبل فترة التوقف بوضعية «مستقرة» فنياً وتنافسياً، ويظل الاتفاق الأبرز عطفاً على النتائج، وعلى موقعه في سلم الترتيب «وصيفاً» للشباب بفارق النقطتين، إلا أن تعادله الأخيرة أمام فريق هجر «فتح» باب الاستفسار عن التراجع، الذي حدث للفريق وهو في أولى خطوات المنافسة، خصوصاً والفريق مكتمل إلى حد كبير عناصرياً، ويشهد استقراراً مثالي في الإدارة والجهاز الفني، ويعتبر فريق الفيصلي أحد الفرق التي تقدم مستويات «ثابتة» في الأربع مباريات، وتبدو حظوظه كبيرة في المحافظة على هذه المستويات بفضل الاستقرار الفني والإداري، ومنهجية المدرب زلاتكو «العقلانية» مع الأدوات المتوافرة بين يديه، ويبقى نادي التعاون أحد المرشحين للعودة للغة الانتصارات «مستفيداً» من فترة هذا التوقف فقط لعلاج مصابيه وتجهيزهم بشكل سريع لمباريات الدوري، ويظل التعاون مرشحاً للتمركز في المنطقة الدافئة عقب العودة لمباريات الدوري.