بمستوى متوسط وأقل من المتوسط لعبت الأندية السعودية مباريات الجولة ال17 من الدوري، واصل الهلال تمسكه القوي بصدارة ترتيب الفرق مع ملاحقة شرسة من الاتحاد والشباب، ويأتي عن بعد فريقا النصر والاتفاق، فرغم الاستعداد الجيد للأندية من خلال المعسكرات الخارجية خلال فترة توقف الدوري بسبب إقامة نهائيات كأس آسيا بالدوحة وإقامة جميع فرق الدوري لمباريات ودية محلية ودولية، إضافة للمشاركة في المرحلة الأولى من مباريات كأس ولي العهد، إلا أن جميع الأندية اتفقت على تأدية المباريات في هذه الجولة بمستويات متدنية، لم يكن للسرعة والقتالية حضور لافت، ولم يكن هناك ما يستحق الإشادة فيه سوى تمسك الهلال بالصدارة عقب فوزه المستحق على الوحدة، وعودة فريق الاتحاد للغة الفوز عقب تسعة تعادلات أحبطته كثيراً، وكذلك فوز الشباب المعنوي على النصر في مباراة خاصة بين الناديين. من دون مستوى الهلال «الأفضل» واصل فريق الهلال تأدية مبارياته بمستوى متوسط إلى فوق المتوسط، ولم يصل الحال بأن يفقد الفريق توازنه الفني داخل ملعب المباراة، هذا ما جعل الفريق يحقق نتائج إيجابية على رغم غياب الأداء الفني القوي، الذي عرف فيه الفريق من سنوات، ولعل الفوز المريح على فريق الوحدة بنتيجة هدفين في مقابل هدف لهو الدليل أن شخصية الفريق ورغبة لاعبيه حسمت مثل هذه المواجهات، وأن كان الفريق لعب منقوصاً العدد مع الدقيقة 71 بطرد صمام الأمان وأهم أعمدة الفوز المحترف الروماني رادوي، خلاف وجود ياسر القحطاني ومحمد الشلهوب على مقاعد البدلاء، ومشاركتهم مع مرور الوقت، فكالديرون أجاد قراءة المباراة ووفق في حصد النقاط الثلاث المهمة جداً في سباق صدارة الدوري، ولم يجد الفريق إحراجاً من الفريق الوحداوي، الذي افتقد للأداء الجماعي، وظل يبحث عن كرات مرتدة لعل وعسى أن تجلب هدفاً كما حدث في هدف يوسف القديوي مع الدقيقة 91، هذه النتيجة والمباراة رجحت كفة فريق الهلال عن بقية منافسيه ونال الأفضلية على رغم الأداء الفني غير المقنع إلى هذه المرحلة. مباراة «الثقة» للعميد الفوز بنتيجة ثلاثة أهداف لفريق الاتحاد على الحزم في ملعب الرس تعتبر نتيجة إيجابية للفريق من النواحي النفسية بالدرجة القصوى عقب تسعة تعادلات متتالية للفريق وضعت لاعبيه ومدربهم تحت ضغوطات قوية، خصوصاً والفارق النقطي ما بين الهلال والاتحاد ليس بالقليل، لذلك فالنقطة لها حسابات كبيرة لدى الاتحاديين، وينتظرون مع فوزهم في المباريات أن تخدمهم نتائج الفرق الأخرى التي تقابل الهلال، وكذلك الفريق القادم من الخلف فريق الشباب، فتحقيق الفريق لهدفين في وقت متأخر من الشوط الثاني، ومنافسهم الحزم منقوص العدد مع الدقيقة 31 بخروج حارس المرمى بالبطاقة الحمراء يؤكد ضعف رد الفعل لدى لاعبي الاتحاد، وعجزهم في فرد عضلاتهم مع هذه الظروف التي يعانيها منافسهم متذيل ترتيب فرق الدوري، فالاتحاد حقق الأهم بالفوز بنقاط المباراة، وترك المهم وهو تقديم المستوى الفني المقنع لفريق يزخر بالعديد من اللاعبين ذوي الخبرة والتمرس في منافسات كرة القدم على المستوى المحلي والدولي. «الليث» كسب مباراة الست نقاط يعتبر فوز نادي الشباب على فريق النصر بمثابة كسب ست نقاط، حينما كسب ثلاث نقاط في رصيده من أحد منافسيه فريق النصر، وبنتيجة الخسارة فقد النصر ثلاث نقاط ربما تعزز من حظوظه في مطاردة الهلال والاتحاد، إلا أن الشباب زاد من المواجع النصراوية وقفز للمركز الثالث على حساب النصر، وله مباراة مؤجلة ربما تجعله يخطف الوصافة من نادي الاتحاد، ففريق الشباب ظهر في هذه المباراة أكثر جدية وقتالية من مبارياته الماضية سواء في الدوري أم كأس ولي العهد، واستغل لاعبوه حال الارتباك الباكرة للفريق «الأصفر»، فالجدية والترابط في صفوف الشباب لم تشفع له في تأدية مباراة فنية عالية، بالذات في الشق الهجومي، الذي غابت فيه لغة التفاهم ما بين الشمراني وكيتا، وما الهدفان اللذان هزا شباك خالد راضي من كرتين ثابتتين إلا الدليل القاطع على غياب اللمسة الأخيرة من الفريق الشبابي، وما يقال عن الاتحاد والهلال يقال عن الشباب بأنه حقق الأهم الفوز بالمباراة وترك المهم وهو تقديم المستوى المقنع لفريق بحجم الشباب ونجومه. الفيصلي ودروس مجانية واصل فريق الفيصلي تقديم دروسه لفرق الدوري الأكثر تمرس ودعم وجماهيرية منه، وكان الضحية في هذه الجولة ضيفه فريق الاتفاق، الذي عجز لاعبوه ومن خلفهم مدربهم من فك التنظيم الدفاعي المثالي لفريق الفيصلي، حتى جاء العقاب القاسي مع تسديدة المحترف داريو غيرتك مع الدقيقة ال54 بوصولها داخل المرمى الاتفاق، وعلى رغم وجود دقائق كثيرة أمام الاتفاق، إلا أن الحالة الفنية لم تسعفهم على تعديل النتيجة، وفقد الفريق فرصة ملاحقة فرق الصدارة. البقية لا جديد فوز فريق الأهلي على ضيفه فريق نجران بنتيجة هدفين في مقابل هدف جاء نتيجة استثمار أحد الكرات الثابتة في وقت حاسم من المباراة مع الدقيقة 84 من رأسية كامل الموسى، في الوقت الذي كان نجران الأكثر نشاطاً وسيطرة من الأهلي، وجاء خروج أبرز لاعبيه وهدافه ديبا بمثابة الضربة الموجعة التي أفقدت الفريق كثيراً من قوته الهجومية، وما ينطبق على الأهلي ونجران فهو حدث في مباراة الرائد والفتح، التي انتهت بتقدم الفتح بهدفين في مقابل هدف، في مباراة كثرت معها أخطاء التمرير والتمركز كانت النهاية باسمه للفتح بتسجيل هدف الفوز، وعجز لاعبو الناديين من تقديم مباراة مرتفعة المستوى نتيجة للأخطاء التي ذكرناها، وعجز مع هذه الحالة مدربا الناديين من إيجاد حلول قد تسهم في رفع وتيرة الأداء العام للفريق.