حمّل رئيس الهيئة السعودية للصحافيين ورئيس تحرير جريدة الرياض تركي السديري المؤسسات الصحافية السعودية مسؤولية النقص الكبير في أعداد الصحافيين السعوديين، مشيراً إلى أنها"لا تقوم بتوظيف السعوديين بالشكل المطلوب، خاصة مع وجود أعداد كبيرة من الصحافيين الأجانب، والصحافيين المتعاونين". وطالب السديري، في"لقاء الإعلاميين السنوي الثالث"، الذي عقد في"غرفة الشرقية"، مساء أول من أمس، المؤسسات الصحافية برفع رواتب الصحافيين السعوديين، والعمل على تأهيلهم، وتشجيع الشباب السعودي إلى العمل في المجال الإعلامي، مؤكداً أن"التفرغ سوف يكون حالة طبيعية متى ما كانت المحفزات مجدية، وهيئة الصحافيين تؤكد على التفرغ، لكنها لا تستطيع ان تفرضه على هذه المؤسسات"، مضيفاً"لكننا مقتنعون ان التفرغ هو المسلك الحقيقي للصحافة السعودية، لأن الاعتماد على المتعاونين ليس مجدياً في الوقت الحاضر". وحمل كليات الإعلام في الجامعات السعودية"مسؤولية ضعف مستوى الخريجين فيها"، مشيراً إلى أنه"بسبب ذلك، كثير من خريجيها يتوجهون إلى العلاقات العامة في المؤسسات". وقال خلال حواره مع الصحافيين ان"الهيئة تجاوزت مرحلة التأسيس، وتعرضت لانتقادات كثيرة في السابق، وهي انتقادات طبيعية"، مؤكداً أنها"ليست دائرة حكومية بإمكانات جاهزة"، مضيفاً"لكننا في المرحلة الثانية، تغيرت طبيعة النشاط، إذ قامت الهيئة ببرمجة لإدخال الإعلام في الأنشطة الحوارية الوطنية وغيرها مع المسوؤلين في المملكة". وأضاف أن"لقاء الإعلاميين في الشرقية أعطانا أبعاداً واسعة لتكرار التجربة في مناطق أخرى، لتحقيق المزيد من الانفتاح بين الهيئة والصحافيين"، مشيراً إلى"افتتاح فروع للهيئة في مناطق المملكة الرئيسة في المستقبل القريب"، موضحاً أن"الهيئة تعاني من مشكلة حقيقية، وهي ان المؤسسات الصحافية نفسها، لا تدعم العضوية في الهيئة بالشكل المرضي، ولذا، فنحن نعمل على توثيق العلاقة مع المؤسسات، كي نفعل عملية الاشتراك والتسجيل". واعتبر عدد المنتسبين إلى"الهيئة"، التي تضم في عضويتها نحو 250 عضواً،"قليلاً مقارنة بما تضمه الصحف المحلية من كوادر بشرية". وقال:"إن أبواب الهيئة مفتوحة لكل من يريد الانتساب إليها"، مبرراً قصورها في الفترة السابقة ب"فترة تأسيس، التي افتقدنا فيها الإمكانات، إضافة إلى الأعداد القليلة من الأعضاء الذين انضموا إلى الهيئة". واتهم المؤسسات الصحافية ب"عدم التجاوب مع الهيئة في شكل كافٍ، حتى فيما يتعلق برسوم العضوية، فبعض الصحف تدفع لمنسوبيها، وتأخذ منهم ما دفعته، فيما صحف أخرى لا تدفع شيئاً". وقال:"إن الهيئة تقدم خدمات للصحافيين، ولكن ليس من بينها التأمين الصحي، أو إجبار الصحف على حد أدنى للأجور، فهذه أمور من شأن المؤسسات". وألمح إلى تشجيع المؤسسات في"التوسع في عدد المتفرغين، ولكن لا نجبرهم على ذلك". وحول اهتمام الهيئة بالصحافيات قال ان"المرأة موجودة في الصحافة المحلية، ولا يمنع ان تصبح رئيسة تحرير متى ما وجدت الكفاءة، لافتاً إلى ان الدول العربية التي لها تاريخ في الصحافة، مثل لبنان ومصر، لا يوجد سيدات في منصب رئاسة التحرير إلا نادراً، وفي المجلات الأسبوعية المتخصصة". وفي رد على الصحافيين المتعاونين، قال:"انهم يتمتعون بجميع الحقوق باستثناء التصويت، الذي هو حق للصحافيين المتفرغين، الذين ربطوا مستقبلهم بهذه المهنة". مقترحاً عليهم"التفرغ"، مضيفاً"يجب دفع المؤسسات الصحافية إلى تقديم حوافز كافية، لجذب المتعاونين للعمل لديها كمتفرغين"، وأعلن دعمه"التفرغ في شكل كامل في مقابل الاتجاه السائد إلى الاعتماد على الصحافي الأجنبي أو المتعاون"، رافضاً فكرة"قيام الصحافة السعودية على أكتاف المتعاونين، إضافة إلى رفض إضعاف شأن المتفرغ على حساب المتعاون". بدوره، قال مدير التحرير العام ل"الحياة"في السعودية الزميل جميل الذيابي، في إشارة إلى تأهيل الصحافيين، إن"غالبية المؤسسات الصحافية، فيما عدا واحدة، مساهمة في معهد الأمير أحمد بن سلمان للصحافة. كما أن كثيراً من الصحف لديها مراكز تدريب خاصة في مقارها". وذكر أن"جريدة الحياة، خرجت الأسبوع الماضي 12 متدرباً، ويمكن لهؤلاء العمل كمتفرغين في الجريدة".