أعلن المدير العام للخدمات الطبية للقوات المسلحة رئيس المجموعة الإقليمية العربية للطب العسكري الطبيب اللواء كتاب بن عيد العتيبي استبعاد بعض الأوراق العلمية والملصقات المقدمة للمشاركة في المؤتمر الدولي الثاني للمجموعة الإقليمية العربية للطب العسكري المفتتحة أعماله أمس الأحد لعدم مطابقتها للمعايير التي وضعتها اللجنة العلمية. وأوضح أن عدد الدول المشاركة بلغ 32 دولة تمثل أربع قارات، قدمت 18 دولة منها أوراقاً علمية بلغ مجموعها 180 ورقة، تم قبول 92 منها، و73 ملصقاً علمياً، فيما بلغ عدد الطاولات المستديرة خمس طاولات، مجموع مواضيعها 11 موضوعاً، تشمل طب الأسنان، والتعليم، والتدريب، والصيدلة، والطب البيطري، والإمداد الطبي، والتموين، إضافة إلى ثلاث ورش علمية تتطرق إلى أساليب البحث العلمي والطب المبني على البراهين والطب البيطري. وأبان أن المؤتمر ركّز على الجوانب النفسية والعلاجية والوقائية لأبناء القوات المسلحة، وكذلك المهمات الإنسانية والإدارية في الميدان وطب الميدان في مختلف جوانبه، مشيراً إلى أن الأطباء العسكريين السعوديين قدموا خدمات للدول المتضررة في مختلف بقاع العالم، إضافة إلى مشاركتهم في موسم الحج، والمهمات الطبية في الداخل التي شملت حتى الآن 16 موقعاً وذلك أثناء الحملات السنوية التي تسير للمناطق التي بحاجة إلى خدمة متقدمة. ولفت العتيبي إلى أن اجتماع رؤساء الوفود للمجموعة الإقليمية للطب العسكري سيناقش في ختام المؤتمر التوقيع على إدراج استخدام اللغة العربية ضمن اللغات المستخدمة في مؤتمرات المجلس الدولي للطب العسكري، والتوقيع على النظام الداخلي للمجموعة العربية، وعلى الإستراتيجية العلمية، ومناقشة الأهداف المرحلية للإستراتيجية العامة ل"المجموعة". من جهته، كشف رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن صالح بن علي المحيا بلوغ عدد الملفات الطبية في مستشفى القوات المسلحة في الرياض 1.8 مليون ملف لمرضى عسكريين ومدنيين من منسوبي وزارة الدفاع، وغيرهم من المواطنين ومن يأتي للاستشفاء من الدول الصديقة والشقيقة. وقال خلال افتتاحه أمس الأحد فعاليات المؤتمر:"من ليس لديه خلفية عن مستشفيات القوات المسلحة سيعتقد أنها بحالة سيئة، لكن الواقع أن قسم الطوارئ في مستشفى القوات المسلحة في الرياض فقط لديه حوالى 20 سريراً للعناية الفائقة لتلافي النقص والضغط على مرافق المستشفى المتبقية". وألمح المحيا إلى أن المجلس الدولي للطب العسكري بخبراته المتراكمة منذ العام 1921 أسهم في زيادة التعاون بين جميع إدارات الخدمات الطبية العسكرية، وأن الاعتراف به كمنظمة دولية زاده قيمةً عملية وعلمية فاعلة كونه يعمل باستقلالية بصرف النظر عن الجنسيات أو الخلفيات، لاسيما أن عدد الأعضاء فيه بلغ 104 دول من دول العالم كافة. من جانبه، نوه نائب رئيس المجلس الدولي للطب العسكري التونسي اللواء طبيب أحمد كمال الشابي إلى حرص مجلسه منذ 2007 على تشكيل مجموعات إقليمية لمصلحة الصحة العسكرية لمختلف الدول في العالم بهدف تيسير التشاور وتبادل الخبرات على المستوى الإقليمي لحل بعض المشكلات الصحية التي تعترض الأطباء العسكريين في عملهم اليومي المتشابهة بين الدول كافة. وأضاف:"إن تنظيم السعودية للمؤتمر الدولي الثاني للمجموعة دليل على المستوى العلمي الجيد الذي بلغته مصالح الصحة العسكرية للدول العربية". وأكد الشابي أن تطوير البحث العلمي ووضع برامج التكوين المستمر لفائدة الإطارات الطبية وشبه الطبية والإدارية العسكرية على المستوى الإقليمي حالياً من المهمات الرئيسة ل"المجموعة"، مستشهداً بقضية التصرف في تدفق الجرحى والمنكوبين في حال الكوارث التي تهم الأطباء العسكريين في جميع أنحاء العالم وتندرج ضمن مسؤولياتهم، أياً كان انتماؤهم أو دينهم وأن ذلك يعطيهم بعداً إنسانياً وتضامنياً عالمياً، خصوصاً أن حدوث الكوارث يتطلب تدخل المصالح الصحية للبلد المتضرر وكذلك المصالح الصحية لبقية الدول، لاسيما أن منظومة التصرف والتكفل بالجرحى تغيرت بتغير نوعية النزاعات المسلحة وأصبحت تتطلب توظيف تقنيات طبية حديثة بمختلف مستويات الإسناد الصحي بهدف المحافظة على أقصى ما يمكن من جاهزية قدرة العسكري العملية ما يحتم على الأطباء العسكريين العرب خلال الأعوام المقبلة المزيد من إحكام التكوين المستمر والتنسيق في هذا المجال لتمكينهم من الحرفية اللازمة لتأدية مهماتهم. وتابع بقوله:"إن وجود الكثير من الإطارات الطبية وشبه الطبية العسكرية العربية ضمن القوات الأممية وإسهامها في استتباب الأمن والسلم في الكثير من المناطق في العالم وتقديم العون للمجموعات البشرية المنكوبة خير دليل على هذا، وتأكيداً على إيمان هذه الدول بالقانون الدولي الإنساني، لاسيما أن الفرق الطبية من مختلف البلدان لم تتوان في العمل جنباً إلى جنب في الميدان الإنساني وخلال الكوارث، ما يتيح فرصة ثمينة لدعم علاقات الصداقة بين المشاركين وتبادل الخبرات والمعلومات حول مواضيع الساعة في مجال الطب العسكري التي تحظى باهتمام علمي على الساحة الدولية".