أكد رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن صالح بن علي المحيا، أن المجلس الدولي للطب العسكري وبخبراته المتراكمة منذ عام 1921م ساهم مساهمة فاعلة في زيادة التعاون بين جميع إدارات الخدمات الطبية العسكرية، مبينا في كلمة ألقاها في افتتاح أنشطة مؤتمر المجموعة الإقليمية العربية للطب العسكري والعرض المصاحب له أمس في جدة نيابة عن مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، «أن الاعتراف بالمجلس كمنظمة دولية يزيده قيمة أدبية وعلمية فاعلة، كونه يعمل باستقلالية بصرف النظر عن الجنسيات أو الخلفيات، خصوصا أن عدد الأعضاء فيه بلغ ال (104) دول من كافة دول العالم، مما يزيده مصداقية على الصعيد الدولي». وأشار الفريق الأول الركن المحيا إلى أن إضافة المجموعة الإقليمية العربية للطب العسكري كإحدى المجموعات في المجلس الدولي للطب العسكري واعتماده رسميا من قبل الجمعية العمومية للمجلس الدولي للطب العسكري في عام 2007م، يؤكد صدق النوايا لتبادل الخبرات لتطوير مستوى الأداء في مجال الاهتمامات الإقليمية العلمية المشتركة في مجال الطب العسكري في جميع الدول الأعضاء في المجموعة تحت مظلة المجلس الدولي. رعاية ووقاية ولفت الفريق المحيا إلى أن عنوان المؤتمر (رعاية، ووقاية، وإنسانية) يؤكد بجلاء نبل الهدف وصدق التوجه من المجلس والمجموعة الإقليمية الفاعلة، كما يؤكد بوضوح أن الخدمات الطبية العسكرية غاية إنسانية تهدف للوقاية والرعاية على سلامة الإنسان أيا كان هذا الإنسان، منوها بمحاور المؤتمر الرئيسة الأربعة، وهي: الوقاية والإسناد الطبي المهام الإنسانية والأنشطة الإدارية الميدانية، معتبرا أن جميعها تصب في نهاية المطاف لتطوير خدمات طبية تهدف إلى تأمين سلامة الفرد الذي يكون في أمس الحاجة للعناية الصحية في أماكن مضطربة، وفق إجراءات إدارية متقدمة، داعيا أن يخرج المؤتمر من خلال أوراق العمل بتوصيات فاعلة للرقي بالخدمات الطبية الميدانية بشكل فعال، مستفيدين مما لدى حضراتكم من خبرات متقدمة وفق أسس علمية غاية في الأهمية، وأنا متفائل جدا بما ستتوصلون إليه من توصيات. إثراء علمي أما نائب رئيس المجلس الدولي للطب العسكري اللواء طبيب أحمد كمال الشابي (من تونس) فقال في كلمته «تنظيم المملكة للمؤتمر الدولي الثاني لمجموعة العمل الإقليمية العربية للطب العسكري يعزز التعاون بين الدول، ويثري البرنامج العلمي المقترح الذي يتم من خلاله مناقشة عدد مهم من البحوث العلمية وتنفيذ ما يزيد عن عشر ورشات عمل وطاولات مستديرة في مختلف الاختصاصات، مؤملا أن يتواصل الإشعاع العربي في مجال الطب العسكري في مواصلة تنظيم المؤتمرات الطبية العسكرية». اللواء الطبيب الشابي أكد أن تطوير البحث العلمي ووضع برامج التكوين المستمر لفائدة الإطارات الطبية وشبه الطبية والإدارية العسكرية على المستوى الإقليمي هي من أبرز المهمات الرئيسة لمجموعة العمل الإقليمية العربية للطب العسكري. تضافر الجهود وفي سياق متصل، نوه الأمين العام للمجلس الدولي للطب العسكري الدكتور جاك سنابريا بتضافر كافة الجهود للاستفادة من تبادل الخبرة في مجال الطب العسكري، موضحا أن الطب العسكري رائد في الأحداث الكبرى كالحروب والكوارث، وأن الجميع في مثل هذه الأحداث ينظر إلى هذا القطاع متأملا منه الكثير نظرا لقدرته على المساهمة في خدمة الإنسان وفي كل الظروف. مهمات إنسانية وقال مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة ورئيس المجموعة الإقليمية العربية للطب العسكري اللواء الطبيب كتاب بن عيد العتيبي في كلمته، المؤتمر يركز على الجوانب النفسية والعلاجية والوقائية لأبناء القوات المسلحة، وكذلك المهمات الإنسانية والإدارية العسكرية في الميدان وطب الميدان في شتى جوانبه، لافتا إلى أن عدد الدول المشاركة في المؤتمر بلغ 32 دولة تمثل أربع قارات، وبلغ مجموع الأوراق المقدمة 180 ورقة تم قبول 92 ورقة علمية 73 ملصقا علميا، ولم يتم قبول العدد المتبقي لعدم مطابقته للمعايير التي وضعتها اللجنة العلمية، موضحا «أن الطاولات المستديرة تبلغ خمس طاولات، وتتناول 11 موضوعا تشمل طب الأسنان والتعليم والتدريب والصيدلة والطب البيطري والإمداد الطبي والتموين، كما يتضمن المؤتمر عقد ثلاث ورش علمية تتطرق إلى أساليب البحث العلمي والطب المبني على البراهين، وكذلك الطب البيطري». اللواء الطبيب العتيبي أكد أن ما تقوم به منظمة المجلس الدولي للطب العسكري من مهمات إنسانية هو إبراز للوجه الإنساني الجميل، وفي العالم العربي فنرى اهتماما بالعلم وأهله، وبدأت تتشكل ملامحه، وبدأنا نشارك بفاعلية في المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية، وهو أمر نتمنى له كل نجاح، ونعتز بما نقدمه من خلالها للدول المتضررة في شتى بقاع العالم، وبما نقدمه أثناء موسم الحج وفي مهمات الداخل التي شملت حتى الآن 16 موقعا في بلادنا أثناء الحملات السنوية التي نسيرها للمناطق التي تحتاج إلى خدمة طبية متقدمة.