"خرجت إلى الجحيم بقدمي"... هكذا كان السعودي التائب من الفكر التكفيري فواز الحميدي الحبردي يعرب عن يأسه وبؤسه وندمه على الخطأ الذي ارتكبه بمغادرة وطنه للالتحاق بجماعات الفئة الضالة، بحسب ما أكد ل"الحياة"شقيقه فلاح الحبردي الذي قال إن فواز المطلوب أمنياً الرقم 65 في قائمة المطلوبين ال 85 لم يجد"جهاداً حقيقياً"في المناطق المضطربة التي يعيث فيها مقاتلو"القاعدة"فساداً وتقتيلاً وفتناً. ونسب إلى شقيقه القول إنه اكتشف هناك ان رفاقه الجدد في تلك المناطق"لا تجمعهم كلمة واحدة". وذكر فلاج الحبردي ان شقيقه التائب الذي أعلنت وزارة الداخلية انه سلم نفسه وأعيد إلى وطنه هذا الأسبوع بدأ يشعر برغبة عارمة في العودة إلى البلاد التي ينتمي إليها، بعدما وقف بنفسه على ما سماه"الجهاد غير الحقيقي"، وأنه كان على اتصال مستمر مع أفراد أسرته طوال فترة انتمائه الى الفئة الضالة، وكان يردد في تلك الاتصالات عبارة أنه سعى إلى الجحيم بقدميه، إعراباً عن الندم والضيق بالرفقة التي ألقى نفسه فيها. وأوضح فلاج ان الأسرة لم تكن على علم بنيات فواز قبيل مغادرته المملكة، إلا بعدما اتصل بها هاتفياً من الخارج معلناً أنه يوجد وسط تنظيمات إرهابية وأنه غادر وطنه بنية"الجهاد"، وأضاف ان الأسرة سارعت لإبلاغ الجهات الأمنية بفحوى الاتصالات بين فواز وأسرته. وقال إن أفراد العائلة أجروا اتصالات مع مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف، خصوصاً بعدما أبدى فواز رغبته في تسليم نفسه. وزاد انه تم التنسيق مع السفارة السعودية في باكستان، حيث تم التقاط فواز من مكان محدد وتم التحفظ عليه في مقر السفارة بإسلام أباد ونقل معززاً مكرماً إلى الرياض. وقال فلاج إن شقيقه تأخر في تسليم نفسه للجهات الأمنية بسبب مخاوفه من الإجراءات الأمنية، خصوصاً أنه مدرج في قائمة المطلوبين أمنياً. وأكد ان وزارة الداخلية سمحت للأسرة باستقبال ابنها فواز فور عودته، وسهلت له أداء مناسك العمرة الثلثاء الماضي، كما سمحت له بتناول إفطار رمضان مع أسرته. ويذكر ان فواز الحبردي كان غادر السعودية إلى الإمارات ومنها إلى إيران حيث انضم إلى تنظيم"القاعدة". وبدأت اتصالات مكثفة في شأن عودته في آب أغسطس الماضي.