كشف فلاج العتيبي شقيق المطلوب فواز الحميدي هاجد الحبردي العتيبي الذي سلم نفسه للسلطات الأمنية، عن أن قرار فواز تسليم نفسه جاء إثر اقتناعه ببطلان الدعاوى المنادية للجهاد في الخارج وعدم سلامتها، مؤكدا أنها «الدعاوى» تطلقها جماعات متفرقة وتعمل في اتجاهات مختلفة ولا شيء يجمع بينها. ووصف فلاج فترة غياب شقيقه التي امتدت نحو عشرة أشهر بأنها «عصيبة» وأصعب مرحلة عاشتها أسرته التي لم تيأس من عودته، إذ لم تتوقف جهودها في إقناعه بدعم من الجهات الأمنية، حتى أبدى فواز رغبته في العودة. وقال إن فواز غادر ولديه رغبة ملحة في الجهاد والاستشهاد في سبيل الله في الخارج، ولم تكن لديه أية نية في استهداف منشآت ومصالح داخل المملكة أو الانخراط في جماعات الفئة الضالة التي تسعى لاستهداف الوطن، مضيفا أن حقيقة الجهاد والدعاوى المزيفة تبينت بوضوح لدى شقيقي فواز، ما جعله يشعر بالخطأ الذي ارتكبه، إذ طلب فورا العودة إلى طريق الصواب. ونوه فلاج العتيبي بالجهود التي بذلها صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد الذي نقل رغبة فواز بالعودة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، الذي سهّل كل الإجراءات لتمكينه من العودة، لافتا إلى أن ما وجده فواز وأسرته من عناية يعجز اللسان عن وصفها والحديث عنها. عودته تسعد كل مواطن سعودي وشدد فلاج على أن الجهود التي بذلتها الأسرة في عودة فواز ما هي إلا واجبها، مؤكدا أن عودته تسعد كل مواطن سعودي يرى شخصا منحرفا وقد عاد لجادة الصواب، فما هي الحال لأفراد أسرته، التي تعني عودة ابنها الشيء الكثير، والفرحة لا تسعنا، ولا يمكن وصفها خصوصا أنه أصبح بين أهله وأبنائه، ووالدته سقطت على الأرض مغميا عليها عندما رأته أمامها من شدة فرحها. كثير التردد على المشايخ ويتذكر فلاج كيف غادر فواز المملكة قبل نحو عشرة أشهر لخارج المملكة، «إذ كان يرغب في الانخراط وكان يرغب في الانخراط في الجهاد في سبيل الله، وراقبته فور إبلاغي برغبته في الجهاد، إذ منعناه ومع متابعتي له وجدت أنه من العمل إلى المنزل والمسجد، إذ لم يكن لديه احتكاك بأحد، لكنه كان كثير التردد على المشايخ، إذ إن فواز من النوع الذي لا يأخذ الفتوى إلا من أهلها». ويتابع فلاج أن فواز أبدى الرغبة في الجهاد قبل أن يغادر بثلاث سنين، ومنعناه أكثر من مرة وأخذت جواز سفره باعتباره أخي الأصغر، فصرف النظر عن الموضوع، لكنه غادر فجأة إلى خارج المملكة ولم يبلغنا بذلك، كما أنه لم يعلم أي فرد من أسرته أنه خارج المملكة إلا من خلال اتصال بنا حيث قال لنا إنه يرغب في الجهاد في أفغانستان. ويستطرد فلاج أن فواز حصل على درجة البكالوريوس في الإعلام عام 1418ه، لكنه لم يجد وظيفة إثر تخرجه، إلى أن عرضت عليه وظيفة في قطاع عسكري، على أن يتنازل عن المرتبة السادسة، وقبل بها وعمل فيها ألى أن تمت ترقيته إلى المرتبة السادسة، مشيرا إلى أن لفواز أسرة مكونة من ولدين وبنت وهم الحميدي وأسماء وعمر. وإزاء عجز الأسرة عن التواصل مع فواز إلا من خلال الاتصال قال فلاج إن إقناعه بالعودة لم يكن سهلا، إذ كان يتصل علينا من خارج المملكة، بمعدل مكالمة كل شهر وأحيانا تصل المدة إلى شهر ونصف، إذ كان يطمئن خلالها على والدته وأسرته ويطمئنا على وضعه، «وفي كل مرة كان يتصل بي يقول فلاج كنت أعمل على إقناعه بالعودة مبينا له خطأ قراره، وكنت أقول له إن كانت له مطالب معينة، فنحن على استعداد تام لمنحه ما يريد». ويلفت فلاج إلى أن المستوى التعليمي لفواز ساعده على الإقناع، رغم أنه كان يؤكد له في كل مرة رغبته في الجهاد في سبيل الله، لكنه كان يؤكد في المقابل أنه لم تكن لديه أية نوايا سيئة لاستهداف مصالح داخل المملكة وضد الدولة ولكن كانت رغبته أن يجاهد ويستشهد في سبيل الله. ويخلص فلاج إلى أنه ومع تكرار المحاولات بدأ فواز يشعر بخطئه لأنه لم يجد الشيء الذي كان يطمح له «إذ لم يجد الجهاد الصحيح الذي ذهب للبحث عنه»، وسبق لولاة أمرنا أن أكدوا هذا الأمر، حيث اكتشف فواز أنه لا يوجد جهاد إنما جماعات متفرقة كل له ميول وكل له رأي وكل له اتجاه، وهذا بالنسبة لشخص متعلم مثل فواز أكبر دليل على أن ما ذهب من أجله كان سرابا، وهو ما ساعده بالاقتناع بالعودة إلى أهله ووطنه وأسرته وجادة الصواب، لكنه طالب بالضمانات للعودة. ضمانات العودة وهنا سارع شقيق فواز للاتصال بصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد، الذي اتصل بدوره مع الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، الذي رحب بعودته وطلب منه تسليم نفسه لأقرب سفارة، «وهو ما أبلغته لفواز، لكنه تخوف من الذهاب إلى السفارة السعودية خوفا من القبض عليه قبل وصوله إليها، وعدت للأمير فهد وأخبرته بحذر فواز من الذهاب إلى السفارة، فأبلغ بذلك الأمير محمد بن نايف، وأعطوني رقم السفارة السعودية في باكستان، واتصلت مع فواز وأعطيته الرقم للاتصال بالسفارة وتم التنسيق بينه والسفارة وسلم نفسه للسفارة. ويؤكد فلاج أن التعامل الذي حظي به فواز من رجال الأمن إثر تسليمه نفسه من أرقى وأفضل التعاملات، مشيرا إلى تعاون رجال الأمن معنا، إذ كان لوقفة الأمير تركي بن محمد أثر كبير، وكلام الأمير محمد بن نايف كان كافيا لاطمئناننا، إذ وجدنا كل التسهيلات في مقابلته لأسرته، حيث التقينا به بعد أقل من عشرة أيام على وصوله المملكة، وكانت فرحته بلقاء أسرته كبيرة جدا ولا تقدر بثمن، حيث مكنه رجال الأمن من أداء العمرة، فكل الشكر لقيادتنا التي احتوت فواز وأنقذته من طريق الضلال. استفاد المدرج في قائمة المطلوبين الأمنيين ال85 فواز الحميدي هاجد الحبردي العتيبي من الإمكانات والمزايا التي سخرتها وزارة الداخلية لكل من يسلم نفسه من المطلوبين كجمع شمله بأسرته وتوفير مكان إقامة ملائم له ولأفراد عائلته في مواقع خارج إطار أماكن التوقيف تقديرا لمبادرته ولجهود ذويه ومساهمتهم في تسليم نفسه. وصرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، أن العتيبي بادر بتسليم نفسه للجهات الأمنية في المملكة بمساندة من ذويه الذين تلقوا اتصالا منه أبدى فيه رغبته في مساعدته بالعودة إلى الوطن. مبينا أنه تم تمكين المطلوب من أداء العمرة مساء يوم أول من أمس.وعلمت «عكاظ» أن المطلوب العتيبي كان متواجدا في الأراضي الباكستانية عند مبادرته بتسليم نفسه للسلطات الأسبوع الماضي، ويبدو أنه تسلل من الأراضي الإيرانية التي سبق أن غادر إليها في رمضان الماضي عبر دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث انضم للقاعدة والتحق بعناصرها في الجمهورية الإسلامية. وأكد المتحدث الأمني اللواء منصور التركي في اتصال هاتفي مع «عكاظ»، أن المطلوب العتيبي سيعامل معاملة خاصة جراء مبادرته بتسليم نفسه مثل بقية من سلموا أنفسهم للجهات الأمنية. مشيرا إلى أنه سيتم أخذ مبادرته ودور أسرته في الاعتبار عندما يتم النظر في أمره.