لم تتمخض الحملة الإعلانية والإعلامية الضخمة لمسلسل"هوامير الصحراء"عن عمل يستحق المنافسة في سباق رمضان"الأشد ضراوة"، وتبخرت كل الأفكار الجيدة عن المسلسل التي روجت لها الحملة بعد مرور عشر حلقات منه، إذ اصطدم برفض جماهيري، فضل الانصراف عن مشاهدته، بدلاً من التأقلم مع قصة"مفككة"لا تتفق مع العقل في أجزاء كثيرة من أحداثها. وفشل الإنتاج"الباذخ"في تغطية عيوب المسلسل، التي بدت بشكل واضح في فكرته وأداء أبطاله، وارتكاب مخرجه أخطاء قصمت ظهره. إذ يرى متابعون أن"هوامير الصحراء"اعتمد كثيراً على مظاهر الثراء، مستغنياً بها عن أحداث مهمة أو واقعية، الأمر الذي أبعده عن المنطق، ليخرج بصورة خيالية لا ترتبط مع الواقع بصلة قربى، فشخوص العمل هم"زمرة من الأغنياء قادرون على فعل ما يريدونه، من دون أن يخضعوا لمساءلة قانونية، أو أن تترصدهم عيون الأمن، ومن دون حتى ان يسأل ذوو المفقودين عن مفقوديهم"، ويذهب هؤلاء إلى القول ان"العمل ببساطة صوّر الطبقة الثرية في المجتمع السعودي على أنها الفئة القادرة على تغيير مصائر البشر والظلم والفتك من دون رادع"، مشددين على أن المسلسل لم يطرح أي فكرة مهمة تستحق أن يصغى لها، واستعاض عنها بمجموعة من الأفكار الصغيرة التي لا تتفق مع العقل البشري، على افتراض أن البيئة التي يتخذ منها العمل ملعباً لأحداثه هي بيئة خليجية، يحكمها قانون صارم، ولا يتحكم المال فيها بهذه الطريقة الخارجة عن سياق"ما يمكن تصديقه". لكن أكثر ما أثار اشمئزاز مشاهدين - تحدثوا ل"الحياة"- هو مشاهد الاغراء التي طغت على المسلسل عبر الأزياء الضيقة، التي طاردت كاميرا المخرج تفاصيلها الدقيقة، أو عبر حفلات الرقص التي تخللت إحداها"قبلة"غير"صالحة"، صنفت على أنها الأولى في الدراما السعودية، فضلاً عن العلاقات المحرمة التي تصدت لها كالعادة"ميساء المغربي"، ورأوا أن اختيار شهر رمضان لعرض هذا العمل الخارج عن المألوف، يعتبر غلطة لم تدرك إدارة الإنتاج أبعادها كثيراً، إذ زادت من حدة الغضب، وأعمت عيون المشاهدين عن مواطن"الحُسن"في المسلسل"العامر"بالسيئات. ويسجل مشاهدون على المسلسل السعودي"إنتاجاً وتأليفاً"غير السعودي"أبطالاً وبطلات"مأخذاً جديراً بالملاحظة، هو أن ما قدمته الدراما الكويتية قبل 10 أعوام، تجتره الدراما السعودية حالياً، بدءاً بالقصص المأسوية التي تزف فيها الدموع الأرواح إلى مثواها في القبر، وليس انتهاء بالديكورات الفخمة، وإبداء مظاهر الثراء الفاحش، لتغطية عيوب العمل درامياً، أو التشويش عليها على الأقل. كما أن الأخبار التي راجت عن نية جهات رقابية إيقاف العمل، تعامل معها متابعون على أنها محاولة أخيرة لرفع أسهم المسلسل من جديد عله يجد له موطئ قدم في السباق الرمضاني ولو في مركز متأخر. ووفقاً لتعليقات رصدتها"الحياة"في مواقع إلكترونية متفرقة، فإن أبطال العمل ظهروا في صورة ضعيفة، اذ قدم الكويتي أحمد الصالح دوراً عادياً لا تبرز فيه مهاراته كممثل قدير، فيما عادت ميساء المغربي إلى فلكها القديم لتدور فيه، على رغم أنها أدت دوراً مميزاً في مسلسل"فنجان الدم"، لكن"هوامير الصحراء"أعادها إلى نقطة البداية، وجرها من دون أن تدري إلى دائرة"أسوار"مجدداً. وكتب أحدهم معلقاً:"العمل خليط من خيال كاتب باحث عن إثارة الجدل وأبطال مخضرمين، دعتهم قلة الطلب لقبول أي عمل".