خصصت كبرى الصحف الدولية مساحات كبيرة من صفحاتها لتسليط الضوء على محاولة الاغتيال التي تعرض لها مساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولم تقتصر تغطيتها على نشر خبر المحاولة الفاشلة فقط، إذ لم يكن ما تعرض له الأمير بحسبها مجرد عملية إرهابية، فهي المرة الأولى التي يتم فيها الاقتراب من عضو فاعل في الأسرة المالكة بعمل إرهابي. وأشادت في الوقت نفسه بالحوار الذي دار بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومساعد وزير الداخلية، الذي اعترف خلاله الأمير محمد بتحمله المسؤولية في الخطأ الذي وصفته ب"الفادح"، وهو عدم تفتيش الانتحاري المطلوب أمنياً قبل السماح له بالاقتراب من الأمير محمد. من جهتها، أكدت صحيفة الفاينانشيال تايمز أن الأمير محمد بن نايف الذي تولى منصبه قبل نحو 10 أعوام يقود حملة بلاده في مكافحة الإرهاب بنجاح كبير، إذ نجح في اعتقال الآلاف، وأحبطت المملكة بفضله أكثر من 160 عملية إرهابية. وذكرت الصحيفة ذاتها ببرنامج"إعادة تأهيل أصحاب الفكر الضال والمتشددين"، الذي أثار إعجاب معظم دول العالم ويعود الفضل في إطلاقه أيضاً إلى الأمير محمد بن نايف. بدورها، أشارت صحيفة الغارديان البريطانية إلى الدور الكبير الذي لعبه الأمير محمد بن نايف منذ انطلاق مكافحة الإرهاب في السعودية قبل نحو ثمانية أعوام، ووصفت الحملة التي يقودها ضد الإرهاب ب"الشرسة"، مذكرة ببيان الداخلية السعودية الأسبوع الماضي والذي أعلنت فيه القبض على 44 شخصاً يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، والذي أسفر عن كشف عدد من الذخائر والأسلحة. "الغارديان"البريطانية أشارت أيضاً إلى أن الأمير محمد بن نايف كما هو الأمر بالنسبة لكبار أعضاء الأسرة المالكة، دأبوا على فتح بيوتهم بشكل منتظم لاستقبال المواطنين والاستماع إليهم مباشرة، مشيرة إلى أنهم كبار أفراد الأسرة المالكة غالباً ما ينهون مشكلات أو معاناة من يلجأ إليهم من المواطنين سواءً كانت مشكلات مادية أو غيرها، وهو أمر أشارت إليه بدورها صحيفة"التيلغراف"البريطانية، التي وصفت الأمير محمد بن نايف ب"رجل الداخلية القوي"، الذي لا يقل قوة عن والده وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، مشيرة إلى أن الأمير محمد بن نايف عضو نشط وفعال في الأسرة المالكة، وإن كان لا يحب الأضواء بحسب الصحيفة. من جهتها، عنونت صحيفة مانيلا بولتان الفيليبينية تغطيتها لما تعرض له مساعد وزير الداخلية السعودي ب"تعرض قائد مكافحة الإرهاب في السعودية لمحاولة اغتيال"، مشيرة إلى تأكيد الأمير محمد بن نايف عدم تأثره بتلك الهجمة، إذ نقلت ما جاء على لسانه خلال عيادته من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إذ قال إن لا شيء يمكن أن يوقفه أو يحد من جهوده في مكافحة الإرهاب واجتثاث الفئة الضالة. وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة"تشان دايلي"الصينية تأكيد مساعد وزير الدفاع أن ما تعرض له لن يزيده إلا إصراراً وعزماً على مكافحة أصحاب الفكر الضال في المملكة. وأضافت الصحيفة أن الأمير محمد المسؤول الأول عن الأمن في بلاده بعد والده وزير الداخلية نجح في اعتقال معظم قادة تنظيم القاعدة في السعودية، بينما نجح رجاله في قتل آخرين خلال مواجهات بينهم وبين الإرهابيين. وحظيت الحادثة باهتمام كبير من وسائل الإعلام الأميركية، وجاء على لسان"صوت أميركا"أن الأمير اعتاد أن يستقبل المواطنين في منزله، وكان كذلك حين تعرض لمحاولة اغتيال من أحد المطلوبين الأمنيين أصيب على إثرها بجروح، مشيرة إلى أن جماعة تابعة لتنظيم القاعدة أعلنت مسؤوليتها عن العملية في وقت لاحق. من جهتها، لفتت صحيفة الواشنطن بوست إلى ضرورة توخي الأسرة المالكة في السعودية المزيد من الحذر، إذ نقلت على لسان ديبلوماسي غربي في المملكة أن الهجمات الإرهابية ربما تذهب أبعد مما يتصوره البعض، مشيرة أيضاً إلى ضرورة توخّي الحذر بالنسبة لعمليات تهريب الأسلحة إلى السعودية، والتي قد تتم عبر الحدود العراقية السعودية أو اليمنية السعودية.