أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراً ملكياً يوم أمس بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية وإعفاء صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز من منصبه بناءً على طلبه.. وفيما يلي نص الأمر الملكي: «الرقم: أ/229 التاريخ: 20/12/1433ه بعون الله تعالى نحن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية بعد الاطلاع على المادة السابعة والخمسين من النظام الأساسي للحكم الصادر بالأمر الملكي رقم أ/90 بتاريخ 27/8/1412ه. وبعد الاطلاع على المادة الثامنة من نظام مجلس الوزراء الصادر بالأمر الملكي رقم أ/13 بتاريخ 3/3/1414ه. وبعد الاطلاع على الأمر الملكي رقم أ/140 بتاريخ 28/7/1433ه. وبناء على ما رفعه لنا سمو وزير الداخلية بكتابه المؤرخ في 20/12/1433ه بطلب إعفائه من منصبه. أمرنا بما هو آت: أولاً: يُعفى صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية من منصبه بناء على طلبه. ثانياً: يُعين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية. ثالثاً: يبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه. عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود» الجزيرة - ياسر الجلاجل يأتي تعيين الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزيرا للداخلية خلفا لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز الذي طلب إعفاءه تأكيدا لما يتمتع به الأمير محمد بن نايف من كفاءة و إمكانات قيادية في المجال الأمني ولجهود سموه البارزة في مجال مكافحة الإرهاب, بعد اكتسابه الخبرة والحنكة في المجالات الامنية من خلال عمله الذي تدرج فيه منذ قدومه لوزارة الداخلية قبل خمس عشرة سنة واستفادته من الخبرات الكبيرة التي كان يتمتع بها والده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله سواء على المستوى العملي أو الأسري, وقد حظيت حادثة محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف الفاشلة عام 2009 من قبل تنظيم القاعدة تفاعلا عالميا، ولأن الرجال العظام لا تثنيهم المخاطر عن أهدافهم مهما بلغت، وحينها تشرف الأمير محمد بن نايف باطمئنان من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالغزيز وكافة قيادات الدولة, وتحدث للمليك بقوله «والله الخطأ مني أنا اللي قلت لهم لا أحد يلمسه. أموري زينة وكل شيء زين، وهذا ما يزيدنا إلا تصميماً لاستئصال هذه الفئة الضالة». وكانت محاولة الاغتيال الفاشلة بعد أسبوع فقط من الإطاحة ب 44 قيادياً في تنظيم القاعدة، ما فسر الحادثة على أنها رد فعل انتقامي. وتأتي تجربة «المناصحة» كإحدى أبرز إنجازات الأمير محمد بن نايف، وهي تلك التي استحقت وحصدت نجاحاً عالمياً خصوصاً بعد أن أعاد تأهيل 22 دفعة من العائدين من جوانتانامو وأماكن أخرى، وذلك على مدى خمسة أعوام منذ إنشائه. وكانت مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي وعلى لسان الباحث «كريستوفر بوشيكس» سمت البرنامج باسم «إستراتيجية السعودية اللينة والقوة الناعمة» وذكر أسماء دول استفادت من تجربة المملكة بعد أن نقلتها إليها في برامج مشابهة. ويحظى الأمير محمد بن نايف تقديراً كبيراً في المشهد العالمي,حتى وصفت صحيفة الفاينانشيال تايمز جهود سموه في مكافحة الارهاب بالناجحة وقالت :إن الأمير محمد بن نايف يقود حملة بلاده في مكافحة الإرهاب بنجاح كبير، وأحبطت المملكة أكثر من 160 عملية إرهابية». ومن جانبها أشارت صحيفة «الغارديان» البريطانية إلى الدور الكبير الذي لعبه الأمير محمد بن نايف، ووصفت الحملة التي يقودها ضد الإرهاب ب «الشرسة». مؤكدة أنه كما هو الأمر بالنسبة لكبار أعضاء الأسرة المالكة، دأبوا على فتح بيوتهم بشكل منتظم لاستقبال المواطنين والاستماع إليهم مباشرة. أما صحيفة «التلغراف» فوصفته ب «رجل الداخلية القوي» وأنه عضو نشط وفعال في الأسرة المالكة، وكان لا يحب الأضواء، بحسب الصحيفة. من جهتها وصفت سموه «الواشنطن بوست» بقائد (أكبر حملة عالمية لمكافحة الإرهاب) أخذ على عاتقه محورين رئيسيين، الأول يتمثل في أنه لا هوادة في ملاحقة القاعدة وإفشال مخططاته، والثاني محاولة الأخذ بيد من وقعوا في براثن الفكر الضال ومناصحتهم. فيما يقول شيرارد كوبيبير السفير البريطاني السابق في السعودية: «ما يميز الأمير محمد بن نايف أنه يتخذ خطوات أبعد من الإجراءات (الأمنية)، حيث يستخدم الإعلام والإنترنت لدعم الإصلاح الفكري للشباب». ولأنه لا يتوقف عن جهوده فمحاولة الاغتيال الأشهر ليست الأولى فقد تعرض من قبل هذه الحادثة لعدة محاولات اغتيال كان من بينها محاولة بمكتبه بوزارة الداخلية بالرياض، ومحاولة أخرى من خلال إحدى الجماعات الإرهابية بإحدى الدول المجاورة عند محاولة لاستهداف طائرته الخاصة عند إقلاعها. في تصريحات نادرة لبعض القريبين منه: «يجد الأمير متعة لا تضاهيها متعة عندما ينهمك في معالجة قضايا مكافحة الإرهاب وغيرها، يواصل ليله بنهاره ربما لثلاثة أيام متتالية». ويقول آخر: «كنا في رحلة مع الأمير لعدة أيام للراحة في جزر المالديف، وبعد وصولنا بيوم واحد تطلب الموقف أن نعود عاجلين، فما كان منه إلا أن أنهى إجازته وعاد لتلبية نداء الموقف آنذاك». صرح عالمي أسس الأمير محمد بن نايف أنجح مشروع في مجال المناصحة عالمياً والذي تمثل في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، بفكرة منه، وحظيت بدعم وتأييد من الأمير نايف بن عبد العزيز، وبدأ عمله عام 2006 لاستيعاب المتورّطين في الفكر الضال وإعادة إدماجهم في المجتمع وتصحيح مفاهيمهم. وفي العديد من التصاريح أكد المتحدث الأمني في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن المركز ينظم للمستفيدين وذويهم كافة أنواع الدورات ورحلات للحج والعمرة وخدمات استكمال التعليم الجامعي ودورات متقدمة في الحاسب الآلي، وبرامج وإعانات مالية لتحقيق استقرارهم الاجتماعي. وصولاً للعلاج بالفن التشكيلي، وتوفيركافة الألعاب الرياضية من ملاعب كرة قدم ومسابح وتنس طاولة نهاية بالألعاب الإلكترونية. الأمير محمد أيضاً هو رجل متابع واجتماعي وودود، يحب مشاركة الناس أفراحهم، فلم يترك مساعدة أي مواطن وخصوصاً رجال الأمن، سمع بأي قضية، أو نشرت لهم أي مأساة، حيث يعتبر رعاية أسر الشهداء من أهم أولوياته. غير أن هناك أحداثاً أيضاً لا تنسى، فهاهو يفاجئ أحد المواطنين بحضور حفل زفافه إيفاء لوعد قطعه على نفسه منذ 5 سنوات، بعدما أعاد له السعادة بعد احتراق كل أفراد أسرته. على صعيد التطوير وتأهيل يمكن بوضوح مشاهدة النقلة الكبيرة لوزارة الداخلية على كافة أذرعها، كما يمكن ملاحظة التركيز على تفعيل الحكومة الاليكترونية حيث يعتبر موقع الوزارة من أنشط وأقدر البوابات الإلكترونية تفاعلاً مع الزوار، ويمكن التنسيق من خلاله لأبرز الخدمات المطلوبة من خلال خطوات بسيطة وآمنة. وعمل الأمير محمد بن نايف على بناء وتطوير وتحديث أجهزة الأمن، خصوصاً المعنية منها بمكافحة الإرهاب، ووفر لها كل وسائل الدعم من تسليح وتجهيزات مختلفة. وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى كان أحد أبرز سمات التقدير المستحق من القيادة للأمير محمد بن نايف المولود في 25 صفر 1379ه في مدينة جدة، درس مراحل التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمعهد العاصمة في الرياض، ومن أميركا حصل على بكالوريوس في العلوم السياسية عام 1401ه الموافق عام 1981، كما خاض عدة دورات عسكرية متقدمة داخل وخارج المملكة تتعلق بمكافحة الإرهاب. عُين في منصبه الحالي في 27 محرم 1420ه الموافق 13 مايو 1999.