كشف الجندي عواض آل محاج تفاصيل إنقاذه للأسرة السعودية من غرق حتمي في وادي المسنا في منطقة عسير في 16 من تموز يوليو الجاري، بأنه عندما شاهد سيارتهم تجرفها السيول وهو عائد من مقر عمله في مدينة أبها،"سمعت أصواتاً تطلب الإنقاذ، فأصبحت بين مصيرين إما ترك الأسرة أو التضحية في حياتي، فنطقت الشهادتين وألقيت بنفسي في عرض الوادي". وأضاف أن السيول جرفته نحو 150 متراً، وقال:"قفزت تجاه السيارة من موقع مرتفع مختلف عن الأول وتمسكت بالسيارة... كما أن السيول غطت السيارة ولم أشاهد إلا رؤوسهم، فقمت بإنقاذ أفراد العائلة ابتداء بالرضيعة والأطفال، وتسليمهم إلى زميلي الرائد القحطاني والوكيل رقيب ثاني القحطاني اللذين دخلا الوادي من جهة مختلفة". وعن حال رب الأسرة، فبين أنه أصيب بحال هستيرية عندما وصل إلى حافة الوادي، وأخذ يصرخ بأعلى صوته باحثاً عن أطفاله وزوجته، مشيراً إلى أن رب الأسرة طلب من زوجته الشهادة عندما علقت السيارة، لأن الموت صار وشيكاً. من جهته، كرّم المدير العام لحرس الحدود بالنيابة اللواء ركن زميم السواط أمس الجندي عواض آل محاج من منسوبي حرس الحدود بترقيته إلى رتبة جندي أول، كما منحه والرائد مسفر القحطاني ووكيل الرقيب ثاني القحطاني نوط الإنقاذ، منطقة عسير، بناء على توجيه مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف. وأوضح السواط أن ما قام به الجندي آل محاج تجاه أسرة المواطن مانع عيفان آل مفتاح المكونة من زوجته وأربعة أبناء بينهم طفلة رضيعة، وسط ذهول الحاضرين يستحق التكريم والإشادة فقد كاد يفقد معه حياته، بعد أن فقد إثباتات وبطاقات شخصية وبعض حاجاته الأخرى. وأشار إلى أن الرائد مسفر القحطاني من منسوبي حرس الحدود في"عسير"ووكيل الرقيب ثاني القحطاني من منسوبي قيادة المنطقة الجنوبية في وزارة الدفاع والطيران، شاهدوا تضحية زميلهم وشجاعته فقاما بمساعدته في تناول أفراد الأسرة وإخراجهم إلى حافة الوادي، مبيناً أن ذلك يعكس الصورة المشرفة لشجاعة وتضحية المواطن السعودي بشكل عام ورجل الأمن بوجه خاص. وكان مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز أصدر قرارين وزاريين، تضمنا ترقية الجندي عواض آل محاج إلى مرتبة جندي أول بصفة استثنائية، ومنحه نوط الانقاذ لقيامه بأعمال بطولية أسهمت مساهمة فعالة في المحافظة على الأمن الوطني والمصلحة الوطنية العليا، وانقاذ حياة الآخرين، ومنح الرائد القحطاني ووكيل الرقيب ثاني القحطاني نوط الانقاذ لقيامهما بأعمال بطولية جليلة لإنقاذ حياة الآخرين.