بعد قصفها بعنف على مدار يومين، قال ناشطون وشهود عيان إن مدينة حمص السورية بدت امس مثل «مدينة أشباح»، موضحين أن شوارع المدينة وميادينها خالية وأن آثار الدمار علت كل شيء. وأعلن ناشط حقوقي مقتل ثلاثة أشخاص برصاص رجال الأمن في حمص حيث تنفذ قوات الأمن أيضاً حملات مداهمة أسفرت عن اعتقال نحو 115 شخصاً، في حين توفي معتقل تحت التعذيب في حلب وتوفي مدني متأثراً بجروح أصيب بها خلال تظاهرة اول من امس. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن «الجهات المختصة» تمكنت أمس من القبض على 144 مطلوباً ومصادرة أسلحة وذخائر «خلال ملاحقتها المجموعات الإرهابية المسلحة» في حيي البياضة والخالدية في حمص وسط البلاد. وعن التطورات في حمص، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «شاباً قتل في حي البياضة الواقع في مدينة حمص اثر إطلاق رصاص من حاجز أمني كما قتل شاب يتحدر من قرية البويضة الشرقية قرب القصير (ريف حمص) خلال إطلاق رصاص أثناء تواجده في مدينة حمص». وأضاف المرصد أن «مواطناً قتل وأصيب آخر بجروح جراء إطلاق رصاص من قبل دورية أمنية على سيارة في حي «دير بعلبة» في حمص. كما أشار المرصد أيضاً إلى وفاة «شاب من حي دير بعلبة في المشفى العسكري في حمص متأثراً بجروح أصيب بها» الاثنين. ونقل المرصد عن ناشط في حمص أن «الأمن رفض تسليم جثمانه لذويه قبل توقيع تعهد بأن العصابات المسلحة هي التي قتلته». وأوضح ناشطون أن المدينة تعاني أوضاعاً إنسانية صعبة مع استمرار انقطاع المياه والاتصالات والكهرباء عن العديد من مناطقها. وأفاد شهود بأن مدرعات الجيش ما زالت في المدينة وأن الحواجز الأمنية تنتشر لمنع أي تظاهرات. وأكد المرصد أن حي الخالدية في حمص «يشهد منذ الاثنين حملة أمنية واسعة تترافق مع انتشار لعناصر الأمن داخل الحي حيث قام بقطع الكهرباء والاتصالات ونفذ الأمن حملة اعتقالات أسفرت عن اعتقال نحو 115 شخصاً». ولفت إلى أن «الأمن اعتدى على المعتقلين بالضرب والإهانات أمام ذويهم في الشارع». وأضاف أن «إطلاق النار الكثيف الحق أضراراً مادية بالغة ببعض المتاجر وتواصل الليلة الماضية إطلاق الرصاص في الحي ما أدى إلى سقوط جرحى». وكانت لجان التنسيق المحلية في سورية تحدثت في بيان عن الوضع في حمص موضحة أن «عدد شهدائها بلغ ثلث عدد شهداء الثورة وشهدت الأيام القليلة الماضية تصعيداً كبيراً ... ضد أهالي حمص بقصد القضاء على جذوة الثورة المشتعلة فيها». وفي ريف حلب، اعلن المرصد عن «استشهاد شاب من مدينة مارع في أقبية جهاز امني بحلب بعد شهر من اعتقاله». ونقل عن ناشط من المنطقة أن «أجهزة الأمن أجبرت أسرته على دفنه صباح اليوم فور تسلم الجثمان». إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «الجهات المختصة» تمكنت امس من القبض على 144 مطلوباً ومصادرة أسلحة وذخائر «خلال ملاحقتها المجموعات الإرهابية المسلحة» في حيي البياضة والخالدية في حمص وسط البلاد. وتابعت أن العملية أسفرت أيضاً عن « كشف مخابئ عدة للمتفجرات وفيها غالونات من المواد الكيماوية والسماد المطبوخ التي تستخدم في تحضير العبوات الناسفة. كما عثر على سيارة مفخخة بمادة «تي إن تي» من نوع كيا أعدت للتفجير بالإضافة لمصادرة عشرات الدراجات النارية التي لا تحمل لوحات. وبين المصادرات أيضاً هويات مزورة عسكرية ومدنية وبزات عسكرية يستخدمها المسلحون لإخفاء شخصياتهم الحقيقية وانتحال صفة رجال الجيش بغية تشويه صورتهم من خلال الأفعال التي يرتكبونها». كما أفادت أن وحدات الهندسة «قامت بتفكيك عبوة ناسفة وجدت ملقاة داخل حرم المشفى الوطني في حمص ومموهة بعبوة مشروبات غازية من الحجم الكبير ومزودة بصاعق ومحشوة بمادة السماد المطبوخ المتفجرة»، لافتة إلى أن «مجموعتين إرهابيتين مسلحتين هاجمتا ليل (اول) أمس القسم الخارجي لشرطة محافظة حمص والمشفى الوطني في المدينة، وأن عناصر المجموعة الإرهابية أطلقوا ليل أمس قذيفة «آر بي جي» وعدداً من الطلقات النارية باتجاه القسم الخارجي التابع لشرطة حمص والواقع على طريق حماة ما أدى إلى إصابة شرطي بجروح».