دمشق، نيقوسيا، عمان -»الحياة»، أ ف ب ، رويترز - قال ناشطون وشهود إن الأوضاع في مدينة حمص تتدهور من سيء إلى أسوأ، موضحين أن قوى الأمن تشن «حملة ترهيب» على المدينة على أمل إخماد حركة الاحتجاجات فيها. وتحدثت لجان التنسيق المحلية في سورية في بيان عن الوضع في حمص موضحة أن «عدد شهدائها بلغ ثلث عدد شهداء الثورة وشهدت الأيام القليلة الماضية تصعيداً كبيراً» معتبرة «الهجمة الشرسة التي تتعرض لها محافظة حمص محاولة يائسة جديدة من قبل النظام لتركيع أحرارها وإخماد الثورة فيها». وذكر بيان اللجان أن «أحياء المدينة (حمص) عاشت أجواء حرب حقيقية دوت في أنحائها أصوات الانفجارات ... في ظل إطلاق نار كثيف من مختلف الأسلحة الرشاشة ومضادات الطائرات ودمرت أجزاء من بيوت كثيرة ما اسفر عن سقوط تسعة شهداء وعشرات الجرحى حالة الكثير منهم خطيرة». وأشار البيان إلى أن «قوات الأمن والشبيحة منعت سيارات الإسعاف والهلال الأحمر من تقديم الإسعاف للمصابين» معتبراً ذلك «انتهاكاً صارخاً لكل الأعراف والمواثيق الدولية». وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى «تعرض متاجر للتكسير والحرق وتحطيم الكثير من سيارات المواطنين في حي باب السباع» لافتاً إلى «استمرار الحملة الأمنية بشكل كثيف في معظم أحياء حمص». وأوضح أن «حي الخالدية شهد، صباح امس، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة بحثاً عن مطلوبين للأجهزة الأمنية أسفرت عن اعتقال 27 شخصاً». ولفت إلى «انتشار الحواجز بشكل كبير على مداخل أحياء البياضة والقصور والخالدية وقطعت الاتصالات عن قسم كبير من المدينة» صباح امس. وتابع «الأوضاع الإنسانية في حيي باب السباع وكرم الزيتون لا تزال سيئة جداً مع استمرار انقطاع الاتصالات عنهما». ويأتي ذلك غداة مقتل 31 شخصاً بينهم 14 مدنياً و17 من أفراد الجيش وقوى الأمن النظامية في عدد من المدن السورية، كما أفاد امس المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتابع انه قتل «ثلاثة مدنيين و17 عسكرياً من الجيش السوري النظامي في اشتباكات بين الجيش السوري النظامي وقوى الأمن ومسلحين يعتقد انهم منشقون في حمص وداعل (ريف درعا) وكفرنبودة (ريف حماة) وفي قرى جبل الزاوية وسراقب والنيرب (ريف إدلب)». وأضاف أن «شاباً قتل خلال ملاحقة أمنية في قلعة المضيق (ريف حماة)». وفي ريف دمشق، أفاد المرصد عن «مقتل ثلاثة مدنيين خلال إطلاق رصاص على تشييع شهيد قتل تحت التعذيب». كما لفت المرصد إلى «سقوط عشرات الجرحى من مدنيين وعسكريين في مختلف المدن السورية». وأفادت الوكالة السورية للأنباء الرسمية (سانا) بأن عنصرين من قوات حفظ النظام قتلا امس على طريق زيدل في حمص وسط البلاد «برصاص مجموعة إرهابية مسلحة اعترضتهما أثناء توجههما إلى وحدتهما مستقلين دراجة نارية حيث قام المسلحون بإطلاق النار عليهما ما أدى إلى استشهادهما على الفور». وتابعت الوكالة :» أن الشهيدين رمضان الأسعد وطارق سليمان تعرضا لمكمن مسلح في طريقهما إلى وحدتهما. ونقلا إلى المشفى العسكري بحمص وسيتم تشييع جثمانيهما إلى مثويهما الأخيرين اليوم». وأشارت إلى أن «مجموعة إرهابية مسلحة، أقدمت صباح امس على خطف رئيس بلدية قرية الجلمة التابعة لمنطقة محردة في حماة ممدوح رسلان عرب بعد اقتحامها المبنى»، موضحة أن «عشرة مسلحين ملثمين بحوزتهم سيارة بيك آب دبل كبين، نفذوا عملية الاختطاف وأطلقوا نيران أسلحتهم الرشاشة على مبنى البلدية لترويع الموظفين واحتجزوا 10 منهم وسلبوا منهم أجهزتهم الخليوية واقتادوا رئيس البلدية تحت تهديد السلاح إلى مكان مجهول». وزادت أن «الجهات المختصة تتابع التحقيق في ملابسات الحادث للكشف عن الفاعلين». إلى ذلك، نقل التلفزيون الحكومي عن «الإرهابي علي محمد حمادي اعترافه بتفاصيل اتفاقه مع شركائه على التهريب وقتل المتظاهرين والمدنيين ومنهم جميع ركاب حافلة قادمة من لبنان بهدف إلصاق التهمة بالقوى الأمنية».