عقب تتويج الاتحاد بلقب بطل دوري المحترفين السعودي على حساب منافسه الهلال سمعنا من معسكر الأخير، مبررات أقل ما يقال عنها إنها ساذجة، على اعتبار أن فوز الاتحاد جاء نتيجة لطرد لاعب الهلال خالد عزيز، مع أن مجريات المباراة أظهرت تفوقاً واضحاً للاتحاديين منحهم أفضلية طوال فترات المباراة، ولم يكن نور ورفاقه في تلك المباراة بحاجة إلى طرد عزيز، حتى يبسطوا هيمنتهم على المباراة. وبالأمس تعالت أصوات الاتحاديين بالمبررات ذاتها، وكان طرد مبروك زايد وصالح الصقري في نظرهم السبب الرئيسي في الخسارة الثقيلة أمام الشباب، ولم يلتفت أكثرهم إلى أن الشباب تقدم بهدفين، وتحصل على ركلة جزاء مهدرة، قبل أن يستخدم الحكم اليوناني البطاقات الحمراء، وكان من الأجدر أن يلتفتوا إلى أن الفوضى الدفاعية، التي عرفها الفريق في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين كانت كافية لإسقاطه أمام أقل المنافسين قوة، فضلاً عن الروح الانهزامية التي ظهر عليها اللاعبون، خصوصاً أن الاتحاديين لم يعهدوا في لاعبيهم تلك الروح من قبل، ويكفي دائماً أن أنصار"العميد"يفاخرون بسيطرة فريقهم في المناسبات الكبرى حتى تلك التي يخسرها. ولا يختلف عاقلان على أن الشباب كان مؤهلاً للفوز باللقب حتى قبل دك مرمى الاتحاد برباعية، خصوصاً أنه الفريق الأقوى في الموسم بمقياس النتائج والمستوى، فضلاً عن أنه كان الطرف الثابت في النهائيات الثلاثة. وفي المقابل لم يكن الاتحاد مقنعاً منذ فوزه بدرع دوري المحترفين، ونتائجه في كأس خادم الحرمين الشريفين ودوري أبطال آسيا لم تكن مطمئنة لأنصاره، الذين لاحظوا غياب الروح منذ الفوز على الهلال في ختام مباريات الدوري. وللحقيقة أن الاتحاد بات يعاني"خلطبيطة"إدارية، بعدما أصبح القرار عائماً، والتدخلات مستمرة من القاصي والداني، وبات من الصعب تحديد من هو رئيس النادي، ومن هو الخفير، فالجميع يتحدث ويتدخل، حتى ان الفضائيات العربية المهتمة بالدوري السعودي، كثيراً ما تسلط الكاميرا أثناء المباريات على عضو الشرف منصور البلوي ظناً منها أنه رئيس النادي، وهي لا تلام على جهلها لأن الاتحاديين أصبحوا تكتلات هدفها الظهور في أيام الانتصارات والتواري عند الخيبات، خصوصاً أن بعض أعضاء الشرف حاول استقطاب الأضواء عقب مباراة الهلال في دوري المحترفين، من خلال تقديم الهدايا علناً للاعبين على حساب بقية رفاقهم في الفريق، ما تسبب في خيبة الأمل والروح الانهزامية التي ظهرت لاحقاً، حتى وإن حاول الرئيس الافتراضي جمال أبو عمارة أن ينسبها إلى المدرب الأرجنتيني غابريال كالديرون، بحجة أنه لم يستعن بمحمد نور منذ بدء المباراة أمام الشباب، أعتقد جازماً أن الاتحاد كان باستطاعته أن يكتسح بطولات الموسم السعودي لو توافرت له المساندة الإدارية المؤثرة، وقدر لبعض هواة الأضواء أن يحكموا ضمائرهم، ويبتعدوا عن اللاعبين، خصوصاً أن الفريق لم يكن بحاجة إلى ضربة معنوية توازي التمييز بين اللاعبين، وتجيير الفوز ببطولة الدوري إلى لاعب بعينه من دون الاهتمام بالمجهودات المؤثرة التي بذلها بقية اللاعبين. [email protected]