لم يكن أكثر الاتحاديين تفاؤلاً ينتظر أن يخرج العميد بجزء من كعكة الموسم الحالي قياساً على الأيام العصيبة التي عرفها هذا النادي العريق منذ خسارته أمام بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي في نهائي دوري أبطال آسيا، حتى ان أنصار الاتحاد لم يتأثروا كثيراً لخروجه من النسخة الحالية للبطولة نفسها على يد ذوب هان الإيراني لأنهم اعتبروا الأمر نتيجة حتمية لما يحدث من صراعات داخل أسوار النادي وخارجها. في الاتحاد الجميع تمرد على الجميع عقب خسارة طوكيو، ولم يكن السبب في تداعيات تلك المباراة خالد المرزوقي او غابريال كالديرون، لاعبو الاتحاد وحدهم كانوا يمتلكون الدواء غير أن حال الإحباط التي تلت خسارة بوهانغ حالت دون اللاعبين وقوتهم، وخلال المواسم السابقة كان نور ورفاقه يتعاهدون على الفوز قبل أن يأتوا به وكثيراً ما كان الاتحاد في حال فنية أقل من منافسيه، ثم يأتي الفرج بروح اللاعبين وإصرارهم. في ليلة التتويج الأخير لم يكن إنزو هيكتور يمتلك القدرة على هزيمة إيريك غيريتس ولولا أن روح الاتحاد حضرت لما حقق هيكتور لقبه الثالث في كأس خادم الحرمين. يحق للاتحاد وجماهيره أن يبالغوا في الفرحة خصوصاً ان هذه البطولة ولدت من رحم المعاناة وجاءت بمثابة البلسم الشافي من جروح موسم عصيب واحتقان نال من سمعة الاتحاد وتاريخه، ويكفي أن هذه البطولة أعادت للاتحاديين الثقة بلاعبيهم بعدما أصبح اللاعبون في الأشهر الماضية هدفاً للتشكيك والاتهامات التي أفقدت كثيراً منهم صوابه وقدرته على الأداء، انتهى الموسم وطويت صفحاته وخرج منه الاتحاد وصيفاً في دوري أبطال آسيا لكرة القدم وفي الدوري السعودي وبطلاً لكأس خادم الحرمين وهي غلة جيدة قياساً على تفاصيل الموسم المنصرم، والأهم بالنسبة ل «العميد» أن هذا اللقب خفف من الاحتقان داخل البيت الاتحادي ومنح الجميع رغبة في الحوار وحماسة في العمل من أجل أن يواصل الاتحاد انجازاته المستمرة. وحتى لا ينتهي خلاف الاتحاديين بالجحود لمجهودات بعضهم يجب أن يعترفوا بالدور المؤثر الذي بذله رئيس ناديهم خالد المرزوقي في تطويق الأزمة والحد من تبعاتها ومن ثم قيادة الاتحاد للبقاء في دائرة الأقوياء والخروج من الموسم مرفوع الرأس على رغم الظرف القاسية التي عرفها العميد ومحبوه. [email protected]