لأن المصائب لا تأتي فراداً بات يتعين على الهلال بذل أقصى ما لديه للاحتفاظ بلقب بطل الدوري السعودي لكرة القدم ونيل شرف الفوز بأول بطولة للمحترفين، بعيداً عن الضربات المتوالية التي تعرض لها النادي الأزرق منذ إبعاد مدربه الروماني كوزمين أولاريو صاحب اللمسات الساحرة على أداء الفريق. وبات الهلال أمام مسؤولية مضاعفة تتطلب الفوز على الاتفاق في المباراة المقبلة قبل المواجهة الحاسمة ضد الاتحاد، والتي يتعين على «الأزرق» حسم نتيجتها من أمام كتيبة نور وهزازي ومتعب وبوشروان، وهي مهمة تبدو صعبة قياساً على أداء الفريقين في المباريات الأخيرة... وعلى رغم الظروف الصعبة التي يعانيها الهلال، إلا أن ما حدث في الموسم الماضي يجعلنا لا نستبعد أن يعود الموج الأزرق ليطمر كل المنافسين، خصوصاً أن فوز الهلال باللقب في الموسم الأخير كان بمثابة مفاجأة لم يتوقعها حتى أكثر أنصار الهلال تفاؤلاً. وفي المرحلة ما قبل الأخيرة لا أستبعد أن يعاني الاتحاد والهلال طويلاً قبل تخطي الوحدة والاتفاق، وربما سقط أحدهما في فخ التعادل قبل الانتقال إلى المباراة الحاسمة في المرحلة الأخيرة من دوري المحترفين السعودي، غير أن تعادل الهلال وفوز منافسه الاتحاد يعني بالضرورة أن «النمور» سيسافرون إلى الرياض في المرحلة الأخيرة للتنزه وإغاظة أنصار الهلال، على اعتبار أن الفارق سيمتد إلى أربع نقاط، وهو ما يمنح الاتحاد اللقب دون النظر إلى نتيجة مباراته ضد الهلال. مسؤولو نادي الهلال استعانوا بالمدرب البلجيكي جورج ليكنز لقيادة الفريق في المباريات المقبلة، على رغم أن ليكنز لم يكن خيار الهلاليين المفضل غير أن التوقيت لم يسمح باختيار مدرب يمكنه تعويض رحيل كوزمين، وفي المقابل لا يبدو الارجنتيني غابريال كالديرون صاحب شعبية بين أنصار الاتحاد، خصوصاً أنه نال الكثير من الانتقادات خلال الموسم الحالي... ولأن الاتحاد والهلال لا يتمتعان باستقرار تدريبي. ستبقى مفاتيح الانتصار بيد اللاعبين بدرجة أكبر، ويكفي الاتحاد لتحقيق اللقب أن يظهر لاعبوه قدراً من الروح والحماسة التي ميزت أداء فريقهم في مبارياته ضمن دوري أبطال آسيا لكرة القدم. ولا أعتقد شخصياً أن نور ورفاقه سيفرطون باللقب على طريقة الموسم الماضي، لأنهم باتوا الأقرب للتتويج، وهم الذين سيبحثون عن طرد نحس الفوز بدوري النقاط... عموماً يبقى أن ننتظر ما سيقدمه الاتحاد والهلال في المرحلة المقبلة، وسيبقى متابعو الدوري السعودي أصحاب حظ في متابعة منافسات مثيرة نتمنى أن تستمر حتى المباراة الأخيرة التي ربما تحولت إلى مباراة نهائية ما لم يكن للاعبي الاتفاق رأي ثان في مباراتهم ضد الهلال الليلة.