ما حدث للاتحاد في الجولات الثلاث الأخيرة من الدوري السعودي لكرة القدم جعلنا نفقد الأمل في متابعة تنافس مثير مع غريمه الهلال، بعدما توقعنا أن يمتد السباق الى المرحلة الأخيرة من عمر البطولة. خصوصاً أن تعثر"العميد"أمام الوطني ونجران والشباب على التوالي، فتح الباب على مصراعيه لياسر القحطاني ورفاقه لإنهاء الدور الأول من المسابقة بفارق مريح عن أقرب المنافسين. الغريب في الأمر أن الاتحاد تنازل عن طموحاته بسهولة، وفرط في فرصة مهمة للسير نحو اللقب من دون أن يكون لذلك الانهيار المفاجئ ما يبرره، بخلاف أن هناك من يحاول تكريس فكرة انهيار الاتحاد بمجرد رحيل رئيسه السابق منصور البلوي، وأن النادي العريق لن تقوم له قائمة بعدما ترك الرئيس المثير للجدل مهامه في إدارة"العميد"! ومن يتابع مسيرة الاتحاد في الموسم الماضي ونكساته المتوالية، بدءاً من الخروج المذل في بطولة دوري أبطال آسيا أمام الكرامة السوري، مروراً بالإقصاء من بطولة أندية العرب أمام وفاق سطيف الجزائري، وانتهاءً بخسارة مباراتين نهائيتين أمام المنافس التقليدي الأهلي في بطولة الأمير فيصل وكأس ولي العهد، لا بد من أن يدرك قدر"التراجع"الذي أصاب"النمور"، خصوصاً ان الاتحاد تخصص في حسم المباريات النهائية خلال الفترة من عام 1997 إلى عام 2002. مستفيداً من الروح العالية للاعبيه والحماسة التي كانوا يظهرونها طوال مباريات الموسم، وهي ذكرى أصبحت لا تمت لواقع الاتحاد بصلة، حتى وإن حاول بعض المتعاطفين مع كتيبة"النمور"الإفراط بالتفاؤل واعتبار الأمر مجرد"كبوة جواد". حين كانت الروح الاتحادية حاضرة في الميدان كان أنصار"العميد"يراهنون على الألقاب دائماً، وحتى عندما يخسر فريقهم كانوا يهتفون بحياة اللاعبين، لأن الاتحاد غالباً ما يكون الطرف الأقوى بعيداً عن حسابات الفوز والخسارة، غير أن الحال تبدلت وبات لاعبو الاتحاد بلا رغبة في الفوز، لا يكترثون بنتيجة التهاون في الميدان وعدم الجدية في المباريات المهمة، بل ان الأمر أصبح أكثر وضوحاً خلال مباريات الفريق الأخيرة، التي برهنت على أن الاتحاد خسر الروح والحماسة بفعل تراكمات تسبب فيها الرئيس السابق، وفشل الرئيس الحالي في التعامل معها، خصوصاً أن الأخير ما زال يدور في فلك سلفه، رافضاً فكرة الاعتماد على قدراته الإدارية، ومفضلاً البقاء على ود مع منصور البلوي، وتسيير أمور النادي بعقلية"نائب الرئيس"، ولعل أجمل ما قرأت بهذا الخصوص رأي الزميل نبيه ساعاتي حين قال:"لابد من أن يخرج أبو عمارة من جلباب البلوي إذا ما أراد النجاح"! عموماً، لن نكون أكثر حرصاً على الاتحاد من الاتحاديين أنفسهم، غير أن ما يؤلمنا أن ينضم"العميد"الى قائمة المترنحين في الدوري السعودي، الذي سيفقد نكهته في حال غاب فاعل مؤثر بثقل الاتحاد حامل اللقب عن لعب دور المنافس الشرس في منافسات الدور الثاني. [email protected]