عاد فريق الاتحاد الكروي لصدارة دوري المحترفين في نسخته الأولى واستفاد من سقوط الهلال بالتعادل مع الشباب، وعلى رغم هذا فالصدارة لا تزال متأرجحة بين طرفي القمة"الاتحاد والهلال"، وقد ينتظر الجمهور للجولة الأخيرة، وقد تنتهي الحفلة في الرابع من نيسان أبريل المقبل. الاتحاد تصدّر الدوري السعودي من الجولة الأولى، ولم يفقد الصدارة الإ بفارق الأهداف في أسبوعين فقط وعادت له، وما يهمنا هنا هو التحدث عن أهمية الثبات الفني الذي يجب أن تسير عليه الأندية السعودية، فالاتحاد كمثال علّق كل سقطاته الموسم الماضي على شماعة المدربين، واستمر في تغطية الحقيقة المرة بطرد مدرب وجلب آخر، ووصل العدد إلى خمسة مدربين في موسم واحد، وهذه قمة الفوضى والارتجال والعشوائية، لأن المشجع الاتحادي لا يقتنع بشماعة المدرب، ويعرف أن هناك خللاً أحياناً من الإدارة وأحياناً من اللاعبين وأحياناً من ظروف تحكيمية أو سوء حظ أو أشياء أخرى، ومع رجاحة الرأي الاتحادي العاقل المتزن تم منح كالديرون الضوء الأخضر لصناعة جيل اتحادي جديد، فاختار عدداً من اللاعبين الموهوبين وأشرف عليهم في أكاديمية متخصصة في الأرجنتين، وكل الوسط الرياضي لمس نتاج ذلك ببزوغ نجومية نايف هزازي وعبدالعزيز الصبياني وطلال عسيري وسلطان النمري وعدد من اللاعبين الذين لم يأخذوا فرصتهم، في مقدمهم وسام سويد الذي سيكون من أبرز اللاعبين السعوديين الموسم المقبل، وإضافة إلى هذه المكتسبات الفنية شهد الفريق استقراراً فنياً وانسجام المجموعة وتوافر مقومات فريق بطل قادر على صناعة حظوظه بالمهارة والسرعة وقوة التسديد، ومميزات فنية تمنح أنصار الفريق أعلى درجات التفاؤل. كالديرون هو أفضل مدير فني في الساحة والنتائج تمنحه الأفضلية، وقد حاول الصوت الاتحادي النشاز الإطاحة به في أهم مراحل منافسات الموسم بحجة عدم ثبات التشكيلة وبحجة كثرة سفرياته، وهي اتهامات غير صحيحة، فقد حافظ على التشكيلة الأساسية بوجود الحارس مبروك زائد وحمد المنتشري ومحاور الوسط في غالبية المباريات، وهو النهج نفسه الذي سار عليه كوزمين في الهلال بالمحافظة على الدعيع وخط الدفاع والمحاور وعدم التغيير إلا في أضيق الظروف، وبفكر هذا الثنائي التدريبي المتقارب تنافس الفريقان على الصدارة وتركا البقية يتصارعون على المقاعد الآسيوية. الاتحاد بحاجة إلى قرار تاريخي يتفوق به على كل الأندية السعودية، وهو توقيع عقد استمرار كالديرون ثلاث سنوات مقبلة ليكمل خمسة مواسم مع الاتحاد كأول فريق عربي وسعودي يمنح الجهاز الفني حقه الأدبي والمنطقي، حتى وإن خسر الاتحاد بطولات الموسم الحالي لا سمح الله فيجب تقويم عمل المدرب بالمحصلة الفنية والجهد المبذول منذ وصوله، وهذه الخطوة إن حصلت سترفع درجة الثقة والترابط بين الجهاز الفني واللاعبين. فهل يتخذ الاتحاديون"القرار التاريخي"؟ وهل يمنحونه فرصة كشف المزيد من المواهب الشابة الصيف المقبل؟ [email protected]