مواجهة الاتحاد والشباب الليلة في دوري المحترفين الآسيوي نارية بمعنى الكلمة، فهي مواجهة تختلف في الشكل والمضمون عن كل لقاءات الفريقين السابقة، وهي حصاد موسم كامل وتحقيق حلم آسيوي كبير أو خروج مر لأي منهما. لقاء الاتحاد والشباب على خط النار، ولا يحتمل أية هفوة ولا يحتمل التبرير، فاما مواصلة المشوار، واما السقوط في منتصف الطريق وإغلاق ملف الموسم كله والبدء بالتفكير في الموسم المقبل بآلية وعقلية مختلفة في كل شيء. التقى الفريقان هذا الموسم ثلاث مرات، تفوق الاتحاد في دوري المحترفين وللمرة الأولى بقيادة المدير الفني الداهية «كالديرون» ذهاباً وإياباً، وكان التفوق واضحاً لمصلحة الاتحاد الذي استغل انشغال البلطان بالبحث عن “الطابور الخامس» وهزمه رايح جاي بما فيها رباعية في الرياض، ولكن الشباب قزم بطل الدوري في نهائي كأس الأبطال وانتزع اللقب للمرة الثانية على التوالي ومن أمام الاتحاد ذاته برباعية محرجة لبطل الدوري، الذي عانى في تلك المباراة وكان في غيبوبة استيقظ فيها على رباعية مزعجة ويريد الليلة رد الصاع صاعين. الشباب قدم لنا في نهائي كأس الأبطال كرة شاملة ممتعة ذكرنا فيها بأداء نجوم منتخب هولندا الذي قدم لنا الكرة الشاملة المدهشة في نهائيات كأس العالم بالأرجنتين صيف 1978، وكان شبان الشباب في غاية الروعة وهم يحاصرون لاعبي الاتحاد من كل الجهات الأصلية والفرعية ويجبرونهم على إعادة الكرة للخلف دون أن يتمكنوا من صناعة الهجمة كما تعود لاعبو الاتحاد، وقد يكرر نجوم الشباب المشهد في الشوط الأول أو بعض ردهات المباراة، لكن خبرة الاتحاديين ورطوبة جدة لن تمنحهم فرصة الظهور بنفس المظهر الذي كانوا عليه في نهائي الأبطال. كفة الفريقين الفنية متقاربة، فشبان الشباب بحيويتهم ومهارتهم العالية تواجه خبرة ومتعة الاتحاديين على أرضهم وبين جماهيرهم التي ستكون مع الأرض عوامل تغيير مناخ على الشبابيين قد تصعب من مهمتهم الليلة، وسيكون الصراع الفني داخل الملعب وفق تجلية وإبداع نجوم الفريقين، لكن الصراع للعالمين ببواطن الأمور سيكون فنياً بحتاً بين أفضل مدربين في الدوري السعودي، فكالديرون انتزع للاتحاد بطولة الدوري وهي البطولة الأهم والأغلى في ملاعب الدول المتقدمة، وهيكتور انتزع للشباب بطولتي كأس الأمير فيصل بن فهد وكأس الأبطال، وقدم لنا هوية فريق يراهن عليه كل عاشق للمتعة. الاتحاد والشباب على بوابة كبرى القارات وعلى بوابة دوري المحترفين الآسيوي بل على «خط النار» في مواجهة من العيار الثقيل، ونأمل بأن يكون الهلال قد صنع حظوظه وتأهل لثمن نهائي آسيا، وأن يوفق الاتفاق في انتزاع بطاقة التأهل لنفس الدور، أما صراع الجبابرة أو أم المعارك أو مواجهة خط النار فهي مربط فرس الكرة السعودية، في أمسية ستكون بنكهة هيمنة الكرة السعودية على إثارة ومتعة الكرة الآسيوية وهذا ما نتمناه. [email protected]